وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ يحدث على التوهم فيجيئ بالخبر على غير سننه فوجب مجانبة أخباره.
وذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه " تهذيب الآثار ": عدة أحاديث من حديثه فقبلها وصححها وقال في هذا الحديث - أعني حديث حمنة - هو من أحسن الأحاديث المروية في هذا.
وصححه أيضا أبو محمد الأشبيلي، وقال الخطابي: قد ترك بعض العلماء القول بهذا الحديث؛ لأن ابن عقيل رواية ليس بذاك.
وذكر ابن السمعاني عن الأصمعي في كتابه " المذيل على تاريخ بغداد " قال: حججت مع المهدي فلما بلغنا واقصة استطاب المهدي موضعا فقال: نطعم طعامنا هنا، فوضع المائدة فإذا نحن بأعرابي يؤمنا من البادية يقود أمه سوداء فقال: المهدي سيفسد علينا هذا الأعرابي طعامنا، فلما دنا وسلم قلت له ادن وكل قال:[ق ٣٢٣/أ] إني صائم فقلت له: في مثل هذا اليوم مع ما ترى من حره وشدة وعكه؟ فقال لي: يا ابن أخي كانت الدنيا ولم أكن وتكون لا أكون وإنما لي منها أيام قلائل فلا أتركها تذهب تغابنا ثم أنشأ يقول: -
وما هذه الأيام إلا معارة ... فما استطعت من معروفها فتزود
فإنك لا تدري بأي بلدة تموت ... ولا ما يحدث الدهر في غد
يقول لا تبعد ومن يك فوقه ... ذراعا من ترب الحفيرة يبعد
ثم بكى وقال: أفيكم من يكتب؟ قلت: نعم فأخرج صحيفة بيضاء فناولنيها وقال: اكتب ولا تعد ما أملي عليك: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعتق عبد الله بن محمد بن عقيل أمته لؤلؤة السوداء خوفا من اقتحام العقبة ورجاء ثواب الله تعالى فهي حرة لوجه الله لا سبيل لي عليها، ولا لأحد من بعدي