أين الملوك التي عن خطها غفلت ... حتى ساقها بكأس الموت ساقيها
وفي تاريخ البصرة الكبير لعمر بن شبة: لما مات سوار كان سعيد بن أسعد يصلي بالناس حتى ولي عبيد الله بن الحسن الصلاة والقضاء، فيقال: إن ابن دعلج كان كتب فيه إلى أبي جعفر المنصور يرشحه ويثني عليه حتى ولي.
حدثنا أبو عاصم النبيل، أنبأ عمرو بن الزبير قال: كنا مع عبيد الله في دار الديون بعد ولايته إذ أتاه قائد لابن دعلج في نفر، فسأل عنه فقلت: يتوضأ، فلما رآه القائد دفع كتاب ابن دعلج يخبره أن أمير المؤمنين يأمر بحمل الأموال التي لا يعرف أربابها إلى بيت المال، فقال للقائد: قد فهمت الكتاب [ق ٥٠ / أ] فانصرف، قال: لا بإنفاذ ما أمرت به. قال: أنا أكتب الجواب. قال: لا. قال: اذهب إلى صاحبك، فقل: لا والله ولا درهما واحدا. فقال: القائد خالع والله، والله لآتينه برأسك. قال: فجعلنا نخافه على عبيد الله أن يقع به، فلما خرج أسقط في يد عبيد الله، وخاف على نفسه، فأرسل إلى عثمان بن الحكم الثقفي فذكر ذلك له، فقال له: لو قاربت بعض المقاربة حتى تخلص، فقال له: أصلح الأمر الآن. قال: فأتى ابن دعلج كأنه لم يسمع بشيء، فوجده ينحرف على عبيد الله، وذكر له قصة، فقلت: والله لئن كتبت فيه لم يكن الذنب إلا لك؛ لأنك أثنيت عليه عند الخليفة، وأخبرت بفضله واستحقاقه حتى إذ ولاه مقتصرا على خبرك كتبت تذمه. قال: فما الرأي؟ قلت: تغيب عنه وتكتب تعذره ففعل، وكان ابن دعلج يرتشي ويبسط يده، وعبيد الله منعه من ذلك، فكان الأمر بينهما متباعدا.
وقال أبو صفية لما ولي عبيد الله:
يا ذا المنادي عبيد الله سيدها ... ما دام في الأفق منها كوكب جاري
وقال سلمة بن عياش:
حباك بأسناها الخليفة بعد ما ... تمنى رجال في الخلاء الأمانيا
ولم يزل عبيد الله على صلاة البصرة وأحداثها إلى ابن دعلج حتى توفي أبو