جعفر، فلما ولي المهدي أمر عبيد الله على الصلاة بالبصرة وقضائها. وكان وفد على المهدي يعزيه ويهنئه بالخلافة، فقال له: كم رزقك. قال: مائتان. قال: ضعفوها له. قال محمد بن عبد الله بن حماد: فكثيرا ما سمعته [ق ٥٠ / ب] ينادي به وهو في بيته يأخذ في كل يوم ثلاثة عشر درهما ودانقين ولا يجلس لنا، قال: وقدم عبيد الله على القضاء، وعبد الملك بن أيوب على الصلاة، والأحداث. ولم يزل عبيد الله على القضاء من لدن أن ولاه أبو جعفر، وذلك في سنة ست وخمسين ومائة في ذي الحجة، حتى قدم المهدي فعزله في سنة ست وستين، فقضى عشر سنين، وكان المهدي قد أصاف بالجزيرة وخرج في نهر الأيلة، ثم في دجلة، ونهر معقل فرأى أموالا عظاما، فقال: يا عبيد الله: أرأيت رجلا أقطعناه قطيعة فوجدنا في يده أكثر مما أقطعناه؟ قال: يا أمير المؤمنين، إنما هذا بمنزلة ثوبي، لا أسأل عنه من أين هو لي. قال: كذبت، وعزله عن البصرة، وكان محمودا في ولايته على مزاح كان فيه يعمله في مجلس الحكم كثيرا.
وفيه يقول سلمة بن عياش لما ولي يمدحه ويذكر سوارا.
وقد عوض الله الرعية واليا ... تقيا فأمسى للرعية راعيا
كفانا عبيد الله إذ بان فقده ... ولولا عبيد الله لم نلق كافيا
فقام بأمر الله فينا ولم يكن ... عن الحق لما ولي بالأمر وانيا
فأصلح وجه الحق نهجا تخاله ... لذي بصر ضوء من الصبح باديا
إذا جار قاض أو أمير وجدته ... بأمر سبيل الحق والعدل هاديا
تداركنا رب البرية رحمة به ... بعدما خفنا الأمور الدواهيا
إذا نسبت يوما تميم وحصلت ... وجدت له منها الذرى والنواصيا
فإن يك سوار مضى وهو سابق ... حميدا فقد برزت بالسبق بانيا
[ق ٥١ / أ] وحدثني محمد بن عبد الله بن حماد قال: لم يعزله المهدي حتى شخص إلى بغداد، ثم كتب إلى البصرة يأمره بحمل خالد بن طليق،