كعب، فكان يقرأ فلما أراد الوفد الانصراف قالوا: يا رسول الله، أمر [ق ٩٥ / أ] علينا، فأمر عليهم عثمان وقال:" إنه كيس، وقد أخذ من القرآن صدرا "، فقالوا: لا نغير أميرا أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم معهم الطائف فكان يصلي بهم ويؤمهم، فلما كان زمن عمر وخط البصرة، أراد أن يستعمل عليها رجلا له عقل وقوام وكفاية فقيل له: عليك بعثمان بن أبي العاص فقال: ذاك أمير أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما كنت لأنزعه، فقالوا له: اكتب إليه يستخلف على الطائف، ويقبل إليك قال: أما هذا فنعم، وكتب إليه بذلك واستخلف أخاه الحكم على الطائف، وأقبل إلى عمر فوجهه إلى البصرة فابتنى بها دارا واستخرج منها شط عثمان، الذي ينسب إليه بحذاء الأبله وأرضها، وبقي ولده بها إلى اليوم وشرفوا، وكثرت غلاتهم وأموالهم ولهم عدد كثير وبقية حسنة.
وفي كتاب المرزباني: كان يقال له: فارس السرح، وكان قد شد على عمرو بن معديكرب في الجاهلية فهرب عمرو فقال عثمان:
لعمرك لولا الليل كانت مآثم ... حواسر تخمش الوجوه على عمر
وأفلت أفوت الأسنة بعدما ... رأى الموت والخطى أقرب من شبر
يحث برجليه سيرها كأنها ... عقاب دعاها جنح ليل إلى ولد
وقال أبو نعيم الحافظ: وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن سبع وعشرين سنة في أناس من ثقيف، فسأله مصحفا فأعطاه، وشكا وسواسا يعرض له في صلاته، فضرب صدره وتفل في فيه فلم يحس به بعد، وكان ذا مال، كثير الصدقة والصلة، يختار العزلة والخلوة، وإليه ينسب سوق عثمان بالبصرة وله بالبصرة غير دار.
وفي كتاب العسكري: لم يزل على الطائف إلى أن استعفى عمر فأعفاه ثم