" البيان والتبين "، وذلك أنه حكى عن محمد بن سلام: سمعت يونس يقول: ما جاء عن أحد من روائع الكلام ما جاءنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر كلاما. قال ابن دريد: وهذه القصة تجمع إلى التصحيف قلة فائدة، أما قلة الفائدة فلأن أحدا ممن أسلم أو عاند، لم يشك في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أفصح الخلق وأما التصحيف، فإن أبا حاتم حدثني عن الأصمعي عن يونس قال: ما جاءنا عن أحد من روائع الكلام ما جاءنا عن البتي المحدث.
وفي كتاب " الأوراق " لابن الجراح: لحق غلة أهل البت آفة في أيام محمد بن عبد الملك بن جراد، وكان على البصرة، وعطش فتظلم إليه جماعة منهم، فوجه بعض أصحابه ناظرا في أمرهم، وكان في بصره ضعف [ق ١٠٣ / ب] فكتب إليه محمد بن علي البتي الشاعر:
أتيت أمرا يا أبا جعفر لم ... يأته بر ولا فاجر
أغثت أهل البت إذا هلكوا ... بناظر ليس له ناظر
وزعم ياقوت أن البت قرية قرب باذان، والبت أيضا من قرى نوهرز قرب بغداد.
وفي " تاريخ ابن أبي خيثمة ": كان له ابن يسمى عمرا، أنبأ المدائني قال: دخل عمرو بن عبيد على البتي، وحميد الطويل عند رأسه ومعه خرقة يمسح بها ما سال من فيه فجلس عمرو وبكى حتى سالت دموعه على خده، ثم قال: رحمك الله أما إن كنا لنأنس بك من الوحشة؛ سمعت يحيى بن معين يقول: مات البتي سنة ثلاث وأربعين ومائة.
وقال الحاكم: عثمان بن سليمان بن جرموز، ويقال: ابن سليمان بن هرمز الثقفي الليثي البصري البتي.
وزعم أبو محمد الرشاطي: أن جرموزا تصحفت من هرمزا والعكس، وما ذكره المزي عن معاوية من غير متعقب: ضعيف، وذلك النسائي فإنه لما ذكره في كتاب " الكنى " قال: عثمان بن سليمان البتي ثقة. أنبا معاوية بن صالح