عن عمرو بن الحمق قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم [ق ٢١٧/ب]: إن رأسي أول رأس يحز في الإسلام وينقل من بلد إلى بلد.
وفي كتاب " الصحابة " للبغوي وأبي نعيم الحافظ: لدغ فمات.
وفي " تاريخ البخاري ": مات قبل معاوية.
وقال البرقي: كان بالكوفة زمن زياد، وقتل بالموصل سنة إحدى وخمسين.
وذكر أبو بكر محمد، وأبو عثمان سعيد ابنا أبي بكر الخالديان في كتابهما " أخبار الموصل ": وبالموصل المشهد الجليل المبني على قبر عمرو بن الحمق الخزاعي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بناه الأمير أبو عبد الله الحسين بن سعيد ابن حمدان سنة سبع وثلاثين.
وكان عمرو بن الحمق من كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شهد معه أكبر مغازيه، ولما توفي علي بث معاوية الطلب لوجوه أصحابه ومذكوريهم، فكتب إلى زياد في طلب عمرو ورفاعة بن شداد، وكانا من أهل البصرة، فخافا وخرجا حتى صارا إلى الموصل وهما متنكران، فأما عمرو فكان يقطع الشوك ويبيعه بها ليخفى أمره، ويأوي إذا جنه الليل إلى كهف تحت الدير الأعلى، فأقام على ذلك مدة.
ثم إنه اعتل علة أدته إلى الاستسقاء فكان في كهفه ذلك في زي المساكين يخرج في النهار يتقمم من نبات الصحراء إلى أن اجتاز بعض قواد معاوية بالموصل في أمر له فنزل هو وأصحابه في الدير الأعلى، فعرف عمرًا رجل كان مع القائد، فقال: بغية الخليفة والله، فأخذ القائد عمرًا وهو شديد العلة فأمر به فذبح في يوم جمعة وقت الصلاة، وأنفذ رأسه إلى الشام شهورًا وبقي بدنه في موضع قتله أيامًا لا يعرفه شيء من الهوام ولا الطير وتحامى الناس دفنه خوفًا من الخليفة حتى انبرا له رجل من الرهبان فدفنه في موضع المسجد الآن فأمر معاوية بقتل الراهب.