وعن ابن أبي نجيح: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن كتابا حين أرسل معاذا: «إني قد بعثت إليكم من خير أهلي، والي علمهم، والي دينهم». وقال بشير بن يسار: كان أعرج.
وفي قول المزي عن الواقدي: عن أيوب، عن النعمان، عن أبيه، عن قومه، فذكر صفة معاذ، نظر؛ لأن الواقدي لما ذكر هذا السند أتبعه من غير أن يذكر شيئا، وثنا إسحاق بن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده: كان معاذ بن جبل، فذكره. وعن شهر بن حوشب قال: قال عمر بن الخطاب: لو أدركت معاذ بن جبل فاستخلفته فسألني عنه ربي لقلت: يا رب، سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول: إن العلماء إذا اجتمعوا يوم القيامة كان معاذ بين أيديهم قذفة بحجر.
وفي «الاستيعاب»: بعثه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا، وجعل إلي قبض الصدقات من العمال الذين باليمن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قسم اليمن على خمسة رجال؛ خالد بن سعيد على صنعاء، والمهاجر بن أبي أمية على كندة، وزياد بن أبيه على حضرموت، ومعاذ بن جبل على الجند، وأبو موسى على زبيد وعدن والساحل، وكان أول من تجر في مال الله تعالى هو، واستعمله عمر على الشام لما مات أبو عبيدة، انتهى.
ذكر القراب في «تاريخه» عن الحارث بن عميرة: طعن معاذ وأبو عبيدة وشرحبيل وأبو مالك جميعا في يوم واحد، وهذا غير ما تقدم، والله أعلم.
وفي «تاريخ أبي القاسم»: قال صلى الله عليه وسلم: معاذ بن جبل أعلم الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين، وإن الله ليباهي به الملائكة.
وفي كتاب الصريفيني: قبره بقصر خالدة.
وفي كتاب «الصحابة الحمصيين»: ولاه أبو عبيدة حمص، فكان يسفر بصلاة الفجر ويثوب، وكان طويلا حسنا جميلا.