وفي «تاريخ مصر» لابن عبد الحكم: لما قتل يزيد بن أبي مسلم كاتب الحجاج بإفريقية، يعني سنة اثنين ومائة، اجتمع الناس، فنظروا في رجل يقوم بأمرهم إلى أن يأتي أمر يزيد بن عبد الملك، فرضوا بالمغيرة بن أبي بردة أحد بني عبد الدار، فقال له عبد الله بن []: أيها الشيخ، إن يزيد قتل بحضرتك، فإن قمت بهذا الأمر بعده لم آمن عليك الخليفة، فقبل ذلك المغيرة، فاجتمعوا على محمد بن أوس، فلما بلغ ذلك الخليفة على يد خالد بن أبي عمران، قال: ما كان بإفريقية من قريش أحد؟ قلت: بلى؛ المغيرة بن أبي بردة، قال: قد عرفته، فماله لم يقم؟ قلت: أبى ذلك وأحب العزلة، فسكت.
وفي «طبقات علماء القيروان» لأبي بكر المالكي: يماني، حليف بني عبد الدار، من أهل الفضل. وقال عبد الله بن أبي صالح: كنت مع المغيرة بن أبي بردة في غزوة القسطنطينية، وكان كثير الصدقة لا يرد سائلا سأله، فجاءه خازنه المؤتمن على أمواله، فقال له: أنفق أصلحك الله تعالى، فوالذي يحلف به ما أنا أفرغه إلا وجدته قد ملئ.
ولما ذكره أبو العرب في كتابه «طبقات إفريقية» قال: كان ممن دخلها من أجلة التابعين فأوطنها، وكان وجها من وجوه من بها، وغزا القسطنطينية، وكان على جيش أهل إفريقية، فكان يغشى ويسأل، ونسبه مالك بن أنس كنانيا، وهو عندنا عبدري، لا شك فيه، وأحسب يحيى بن سعيد إنما لقيه بإفريقية لما دخلها، أو اسما وافق اسم، أو كان له حلف في كنانة فنسبه إلى حلفه، والمغيرة هذا هو جد عمرو بن زرارة القرشي، وأبو عبد الله قاضي إفريقية.