بيعته، قال له فيما قال: فإن وجدت وائل بن حجر حيا فأتني به، فلما قدم بسر أمر معاوية أن يتلقى، وأجلسه على سريره، وقال: أسريرنا هذا أفضل، أم ظهر ناقتك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، كنت حديث عهد بجاهلية وكفر، وكانت تلك سيرتهم، فقال له معاوية: ما منعك من نصرنا وقد اتخذك عثمان رضي الله عنه ثقة وصهرا؟ قال: بلغت أنك قاتلت رجلا هو أحق بعثمان منك، قال: كيف وأنا أقرب إلى عثمان في النسب؟ قال: قلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – آخى بين عثمان وعلي، فالأخ أولى من ابن العم، ولست أقاتل المهاجرين، قال: أولسنا مهاجرين؟ قلت: أو ليس قد اعتزلناكما جميعا؟ وأيضا حضرت النبي - صلى الله عليه وسلم – وهو يذكر الفتن، فقلت له من بين القوم: يا رسول الله، وما الفتن؟ فقال: يا وائل، إذا اختلف سيفان في الإسلام فاعتزلهما "، فقال له معاوية: أصبحت شيعيا؟ فقلت: لا، ولكني أصبحت ناصحا للمسلمين، فقال معاوية: لو سمعت ذا وعلمته ما أقدمتك، فاختر أي البلاد شئت، فإنك لست براجع إلى حضرموت، فقلت: عشيرتي بالشام وأهل بيتي بالكوفة، فقال: قد وليتك الكوفة، فقلت: ما ألي بعد النبي - صلى الله عليه وسلم – لأحد، أما رأيت أبا بكر أرادني فأبيت، وأرادني عمر وعثمان فأبيت؟ فدعا عبد الرحمن بن أم الحكم، فقال: سر، فقد وليتك الكوفة، وسر بوائل فأكرمه، وأقضي حوائجه فقال: يا أمير المؤمنين، أسأت في الظن، تأمرني بإكرام رجل قد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكرمه، وأبا بكر وعمر وعثمان وأنت! فسر معاوية بذلك منه. رواه من حديث عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، عنه [ق٢٠٨/ب].
وفي كتاب «البشر بخير البشر» لابن ظفر: أن وائل بن حجر كان له صنم من العقيق الأحمر يعبده ولم يكن يتكلم، ولكن كان يرجو ذلك منه، فبينما هو نائم في نحر الظهيرة أيقظه صوت منكر من المخدع الذي فيه الصنم، فقام إليه وسجد، فإذا قائل يقول: