وقال ابن خشرم: قلت لوكيع: رأيت ابن علية يشرب النبيذ حتى يحمل على الحمار يحتاج من يرده؟ فقال وكيع: إذا رأيت البصري يشرب النبيذ فاتهمه، وإذا رأيت الكوفي يشربه فلا تتهمه.
قلت: وكيف ذاك؟ قال: الكوفي يشربه تديناً والبصري يتركه تديناً.
وقال حماد بن سلمة: ما كنا نشبه ابن علية إلا بيونس بن عبيد حتى أحدث ما أحدث.
قال الخطيب: يعني ما تكلم به في القرآن.
وقال يحيى بن أبي طالب: كنا مع أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي فأراد أن يحدث عن زهير بن معاوية فسبقه لسانه فقال: ثنا ابن علية فقال: لا ولا كرامة أن يكون ابن علية مثل زهير، ليس من قارف الذنب مثل من لم يقارفه، ثم قال: أنا والله استتبت إسماعيل.
وفي «طبقات القراء» قال الحربي: حدث إسماعيل بحديث «تأتي البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير تحاجان عن صاحبهما».
قال: فقيل لابن علية ألهما لسان؟ فقال: نعم.
فكيف يتكلمان؟ فقال: إنه يقول القرآن مخلوق إنما غلط.
قال الفراء: وقد روى عن إسماعيل في القرآن قول أهل الحق: وقال الفضل بن زياد سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن وهيب وابن علية قلت: أيهما أحب إليك إذا اختلفا؟ قال: وهيب، كان عبد الرحمن بن مهدي يختار وهيباً على إسماعيل.
قلت في حفظه؟ قال: في كل شيء، ما زال إسماعيل وضيعا من الكلام الذي تلكم به إلى أن مات.
قلت: أليس قد رجع وتاب على رؤس الناس فقال: بلى، ولكن ما زال مبغضاً لأهل الحديث بعد كلامه ذلك إلى أن مات، ثم قال لي: ولقد بلغني أنه أدخل على محمد بن هارون فلما رآه زحف إليه وجعل يقول: يابن يابن تتكلم في القرآن.
قال: وجعل ابن علية يقول له: جعلني الله فداك زلة من عالم. زلة من عالم.
ردده أبو عبد الله غير مرة وفخم كلامه - كأنه يحكي إسماعيل - ثم قال أبو عبد الله: لعل الله تعالى أن يغفر له بها - يعني محمد بن هارون - لإنكاره على إسماعيل.
قلت: يا أبا عبد الله إن