وقال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الأصبهاني قلت لأبي حاتم: ما تقول في أبي إسحاق؟ فقال: كان عظيم الغناء في الإسلام ثقة مأمونا.
وقال إسحاق بن إبراهيم: أخذ الرشيد زنديقا فأمر بضرب عنقه فقال له الزنديق: لم تضرب عنقي؟ قال: أريح العباد منك. قال: فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها ما فيها حرف نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فقال له الخليفة: أين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وابن المبارك يأخذانها فيخرجانها حرفا حرفا.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: إذا رأيت شاميا يحب الأوزاعي والفزاري فهو صاحب سنة. وفي لفظ: رجلان من أهل الشام إذا رأيت رجلا يحبهما فاطمأن إليه؛ الأوزاعي وأبو إسحاق، كانا إمامين في السنة.
قال ابن عيينة: قال هارون لأبي إسحاق: أيها الشيخ بلغني أنك في موضع من العرب. قال: إن ذلك لا يغني عني من الله تعالى يوم القيامة شيئا.
وقال أبو علي الروذباري: كان أبو إسحاق يقبل من الإخوان والسلطان جميعا، فكان ما يأخذ من الإخوان ينفقه في المستورين الذين لا يتحركون، والذي يأخذ من السلطان كان يخرجه إلى أهل طرسوس.
وقال سليمان بن عمر الرقي: مات أبو إسحاق في آخر سنة سبع.
وقال صبيح صاحب بشر: لما مات أبو إسحاق رأيت اليهود والنصاري يحثون التراب على رؤسهم مما نالهم.
وقال عبيد بن جناد: لما مات أبو إسحاق بكى عطاء، ثم قال: ما دخل على أهل الشام من موت أحد ما دخل عليهم من موت أبي إسحاق.
قال عطاء: وقدم رجل من المصيصة فجعل يذكر القدر، فأرسل إليه أبو إسحاق: ارحل عنا.