ألقى الحصى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ودون الديوان في المحرم سنة عشرين، وكان ينفق كل يوم على نفسه وعياله درهمين، وكان يصوم الدهر، وكان أعسر يسر، وقالت عائشة رضي الله عنها: لما كانت آخر حجة حجها عمر رضي الله [عنه] بأمهات المؤمنين سمعنا برجل يرفع عقيرته يقول:
عليك السلام من إمام وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق
فمن يسع أو يركب جناح بعوضة ... ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق
قضيت أمورًا ثم غادرت بعدها ... بوائق في أكمامها لم تفتق
وما كنت أخشى أن تكون وفاته ... بكف سبنتي أزرق الين مطرق
أألله قتيل بالمدينة أظلمت له ... الأرض تهتز العضاة بأسوق
فكنا نتحدث أنه من الجن.
وفي تصحيح المزي تبعًا لصاحب " الكمال " أن سن عمر كان ثلاثًا وستين سنة نظر؛ لما ذكره ابن سعد: ثنا محمد بن عمر، ثنا هشام بن سعيد، عن زيد بن أسلم أنه قال: توفي عمر وهو ابن ستين سنة. قال ابن عمر: وهذا أثبت الأقاويل عندنا. وقول ابن إسحاق [ق ١٨١/ب]: مات وله ثلاث وستون، لا يعرف هذا الحديث عندنا بالمدينة.
وفي كتاب " الطبقات " لإبراهيم بن أحمد الخزامي: كان أبيض أمهق طويلًا أصلع، وعن ابنه عبد الله: كان أحمر أصلع جعد الشعر عظيم المناكب طويلًا. أبنا بذلك عبد العزيز بن أبي ثابت، ثنا عاصم بن عمر، عن عبيد الله، عن نافع، عنه وعن عبد الله بن عامر بن المغيرة قال: رأيت عمر أبيض تعلوه حمرة أمهق طوالًا أصلع.
وقال زر: كان مشرفًا على الناس بذراع أعسر يسر أصلع. وقال: ثنا سفيان عن