للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فعرش باللبود، ثم انتقل إليه هو والمهدي، وعلى المهدي سواده وسيفه، فلما دخل وسلم أدناه حتى تحاكت ركبتاهما فسأله عن حاله ثم قال: عظني. فقال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم {والفجر} {وليال عشر} إلى قوله: {إن ربك لبالمرصاد} قال: فبكى [ق ٢٤٣/ب] الخليفة بكاء شديدًا ثم قال: زدني.

فقال: إن ربك يا أبا جعفر لبالمرصاد، إن الله – تعالى – أعطاك الدنيا بأسرها، فاشتر نفسك منه ببعضها، واعلم أن هذا الأمر الذي صار إليك كان لمن قبلك، ثم أفضى إليك، وكذلك يخرج منك إلى من هو بعدك. فقال: بلغني أن عبد الله بن حسن كتب إليك. فقال: جاءني ما يشبه أن يكون كتابه.

فقال له: أجبته؟ قال: أولست قد عرفت رأيي في السيف أيام كنت تختلف إلينا؟ فقال: هذه عشرة آلاف درهم تستعين بها. قال: لا حاجة لي فيها. فقال: والله لتأخذنها. قال: والله لا آخذها. فقال: يا أبا عثمان، هل لك من حاجة؟ قال: نعم، لا تبعث إلي حتى أجيئك. قال: إذن لا نلتقي أبدًا. قال: هي حاجتي. فاستودعه الله ونهض فأمده الخليفة بصرة وقال:

كلكم يمشي رويدًا ... كلكم يطلب صيدًا

غير عمرو بن عبيد

وحكى عن شبيب بن شبة قال: دخلت على المهدي فقال: يا أبا معن، زين مجلسنا بحديث عمرو. ثم أخذ يحدث بما كان منه عند دخوله على أبي جعفر قال: وكان أبو جعفر إذا دخل البصرة ينزل على عمرو فيجمع له عمرو نفقة ويحسن إليه، فعند الخلافة شكر له ذلك.

وحكى عن مسدد أنه كان لا يدع القنوت في صلاة الفجر وقال: على هذا مضى السلف الصالح عمرو بن عبيد. وذكر آخرين.

وعن محمد بن سليمان كان معاش عمرو من دار يسكنها الخواصون دخلها نحو دينار في الشهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>