أبي محمد قال: أرسل خالد بن أسيد إلى مسروق ثلاثين ألفا، فأبى أن يقبلها.
أبنا محمد بن عبد الله الأسدي، ثنا يونس بن أبي إسحاق، عن الشعبي قال: كان مسروق قاضيا، وعن القاسم قال: كان لا يأخذ على القضاء رزقا، وفي لفظ: أجرا، وقال شقيق: كان مسروق على السلسلة سنتين، فكان يصلي ركعتين ركعتين، يرى بذلك السنة، قال: وقلت له: ما حملك على هذا العمل؟ قال: لم يدعني ثلاثة؛ زياد، وشريح، والشيطان - حتى أوقعوني فيه.
ومات بواسط بالسلسلة، وقال غير شقيق: مات مسروق سنة ثلاث وستين، انتهى. المزي ذكر أن ابن سعد قال: توفي سنة ثلاث وستين، وهو كما ترى لم يذكره إلا نقلا، والله تعالى أعلم، وقال أبو وائل: أقمت مع مسروق بسلسلة واسط سنتين فما رأيت أعف منه، ما كان يصيب إلا ماء دجلة، وقال إسماعيل بن أبي خالد: بعثه زياد على السلسلة، فجاء بعشرين ألفا، فقال: هي لك، فلم يقبلها.
وفي «تاريخ المنتجالي»: رحل مسروق في آية إلى البصرة، فسأل عن الذي يقيم هذا، فأخبر أنه بالشام، فخرج إليه حتى سأل عنها، وقال مسروق: ما عملت عملا أخوف من أن يدخلني فيه النار من عملكم هذا - يعني العشور - وما بي أن أكون ظلمت مسلما ولا معاهدا دينارا ولا درهما.
وفي «لطائف المعارف» لأبي يوسف: كان مسروق مفلوجا، أحدب، أشل. وقال المرزباني: مالك بن خريم بن مالك الهمداني شاعر فحل جاهلي، هو جد مسروق، يقول من أبيات:
تدارك فضلي الأنعمي ولم يكن ... بذي نعمة عندي ولا بفضول
بذلك أوصاني خريم بن مالك ... بأن قليل الذم غير قليل