مريضا، فلما حاذينا الباب تأخر إسحاق وقال ليحيي: تقدم، فقال يحيى لإسحاق: بل أنت تقدم، فقال: يا أبا زكريا أنت أكبر مني، قال: نعم أنا أكبر منك ولكنك أعلم مني، قال: فتقدم إسحاق.
وقال أبو بكر محمد بن النضر الجارودي: ثنا شيخنا وكبيرنا ومن تعلمنا منه وتجملنا به أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم رضي الله عنه.
وقال وهب بن جرير: جزى الله إسحاق وصدقة ومعمرًا خيرًا، أحيوا السنة بأرض المشرق.
وقال الفضل بن محمد الشعراني: ثنا إسحاق بن إبراهيم الإمام بخراسان بلا مدافعة.
وقال محمد بن مالك لإسحاق: هؤلاء الشباب لا يعرفون محلك، لو كان في رجلي قوة لم أفارقك الليل والنهار، ومع هذا فقد كتبت عنك ثمانين جزءا.
وقال علي بن سلمة اللَبقي: كان إسحاق عند الأمير عبد الله بن طاهر وعنده إبراهيم بن صالح، فسأل الأمير إسحاق عن مسألة، فقال: السنة فيها كذا وكذا، وكذلك يقول من سلك طريق أهل السنة، وأما أبو حنيفة وأصحابه فإنهم قالوا بخلاف هذا.
فقال إبراهيم: النقل عن أبي حنيفة بخلاف هذا.
فقال إسحاق: حفظته من كتاب جدك وأنا وهو في كتاب واحد.
فقال إبراهيم: أصلحك الله كذب على جدي.
فقال إسحاق: أتبعث الأمير إلى جزء كذا وكذا من جامعه؟ فأتى بالكتاب فجعل الأمير يقلب الكتاب، فقال إسحاق: عد من الكتاب إحدى [٨٨ / أ] عشرة ورقة ثم عد تسعة أسطر، ففعل فإذا المسألة على ما قال إسحاق، فقال الأمير: لم أعجب من حفظك المسألة إنما أتعجب من حفظ هذه الأشياء.
فقال إسحاق: حفظته ليوم مثل هذا لكي يخزي الله على يدي عدوا مثل هذا.