قال لي سعيد بن منصور: قال لي ابن عيينة: سمعت من جابر ستين حديثا وما أستحل أن أروي عنه شيئا، يقول: حدثني وصي الأوصياء.
وذكره ابن شاهين في «جملة الضعفاء»، ثم أعاد ذكره في «المختلف فيهم» وقال: أقل ما في أمره أن يكون حديثه لا يحتج به إلا أن يروي حديثا يشاركه فيه الثقات، وإذا انفرد بحديث لم يعمل عليه لتفصيل سفيان له.
وقال أبو محمد بن حزم في كتابه «المحلى»: كذاب.
وقال أبو أحمد الحاكم: ضعفه إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي. وفي موضع آخر: يؤمن بالرجعة اتهم بالكذب، تركه يحيى وعبد الرحمن وجماعة سواهما من الأئمة.
وفي «كتاب» ابن الجوزي: كذبه أيوب بن أبي تميمة السختياني [ق ٥٥/ ب] ووثقه الثوري.
وذكره يعقوب في: «من يرغب عن الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم».
وقال ابن عبد البر في «الاستذكار»: يتكلمون فيه، إلا أنهم أجمعوا على أن يكتب حديثه واختلفوا في الاحتجاج به.
وقال أبو داود عن أحمد: لم يتكلم في جابر في حديثه إنما تكلم فيه لرأيه.
قال أبو داود: وليس هو عندي بالقوي في حديثه، وقال أبو حاتم بن حبان: كان سبائيا من أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان يقول إن عليا يرجع إلى الدنيا.
فإن احتج محتج بأن شعبة والثوري رويا عنه فإن الثوري ليس من مذهبه ترك ١٤٣/ ٤٠٢
الرواية عن الضعفاء بل كان يؤدي الحديث على ما سمع، لأن يرغب الناس في كتبه الأخبار، ويطلبونها في المدن والأمصار، وأما شعبة وغيره من شيوخنا – رحمهم الله تعالى - فإنهم رأوا عنده أشياء لم يصبروا عليها، وكتبوها ليعرفوها، فربما ذكر أحدهم عنه الشيء بعد الشيء على جهة التعجب فتداوله الناس بينهم، والدليل على صحة ما قلناه: ما أنبأ به ابن فارس، قال: ثنا محمد بن رافع، قال: رأيت أحمد بن حنبل في مجلس يزيد بن هارون ومعه كتاب زهير عن جابر، فقلت له: يا أبا عبد الله تنهونا عن حديث جابر وتكتبونه؟ قال: لنعرفه.
وزعم أبو إسحاق الصريفيني أن ابن حبان خرج حديثه في «صحيحه». فالله أعلم.
وفي «كتاب» الساجي عن يحيى بن معين: عجبا لشعبة وسفيان كيف حملا عنه؟! لا يكتب حديثه ولا كرامة.
قال الساجي: ثنا سلمة بن شبيب ثنا الحميدي عن ابن عيينة قال: سمعت رجلا سأل جابر عن قوله تعالى (فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي) فقال جابر: لم يجيء تأويلها بعد. فقال ابن عيينة: كذب. قلت: وما أراد بهذا؟ قال الرافضة يقولون: إن عليا لا يخرج مع من يخرج من ولده حتى ينادي مناد من السماء: اخرجوا مع فلان. فيقول جابر: هذا تأويل هذا، ألا ترى أنه كان يؤمن بالرجعة؟.
وقال أبو داود الطيالسي: سمعت وكيعا يقول: ما رأيت أحدا أورع في الحديث من جابر ولا منصور.
أخبرني روح بن الفرج فيما كتب إلي قال: سمعت أحمد بن صالح ذكر جابرا فقال: إن [ق ٥٦/ أ] حديثه ليعجبني، ما أعلم ترك الكتابة عنه إلا جرير وحده، وكلهم أكثر من حديثه: شعبة وسفيان إماما هذا الأمر، وكان ابن