وكأنَّ هذا هو عنوانُ مِنهاجِكم ومِحورُ الإِصلاح الذي تريدونه لهذا الوطنِ بعدَ الانتهاء من قضاياه الخارجية، ولستَ رجلاً من آحاد الناس، بل أنت زعيمٌ يؤولُ إليه الحُكْمُ، وتُلقَى إليه مقاليدُ الأمة.
هذا التصريحُ دليلٌ ماديٌّ بين يَدَيِ الذين يَرَوْن أن "الوفد" يَعملُ على سياسةٍ إنْ لم تكن تناوِيءُ الإِسلامَ، فهي -على الأقلِّ- لا تستمدُّ منه، ولا تُعنَى بشأنه، ويَسُرُّها أن تتخلَّص مِن تِباعتِه" (١).
* الرئيس السادات:
° نشرت جريدة "الأخبار" أولَ مارس ١٩٧٩ م في مَطلعها العنوان الكبير "الرئيس السادات يتحدَّثُ إلى أساتذةِ جامعةِ الإسكندرية": "لا دينَ في السياسة، ولا سياسةُ في الدين".
* أين هذا من قول الله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ الله وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ الله إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ الله أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (٤٩) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: ٤٩ - ٥٠].
° وردَّ عليه الليثُ الهصور الشيخ "محمود عبد الوهاب فايد" في مجلة "الاعتصام" ربيع الآخر ١٣٩٩ هـ، ونَشَره في كتابه "صيحة الحق"، فقال: "قال رئيس الجمهورية: "لا سياسةَ في الدين"، أيُّ دينٍ يَعنيه رئيسُ الجمهورية؟ إن كان يريدُ المسيحيةَ فهذا صحيح .. ولكنْ بالنسبةِ للديانة