° قال في إحدى محاضراته نقلاً عن "مجلة الهلال" الجزء الخامس من المجلد الثالث: "يا ابنَ مكة، ويا نَسلَ الأكرمين، ويا مُعيدَ مجدِ الآباء والأجداد، ويا مُخلِّصَ العالَم من العبودية، إن العالَمَ يفتخِرُ بك، ويشكرُ اللهَ على تلك المِنحةِ العزيزة، بل ويُقدِّرُ لك مجهوداتِك كلَّها، يا نَسلَ الخليلِ إبرهيم، يا مَن مَنحتَ السلامَ للعالم، ووَفَّقتَ بين قلوبِ البشر، وجَعلتَ الإخلاصَ شعارَك، يا مَن قُلتَ في شريعتك: "إنما الأعمالُ بالنيات"، لك منَّا الشكرُ الجزيل".
* "رينيه جينو""الشيخ عبد الواحد يحيى":
"رينيه جينو" مِن الشخصيات التي أخذت مكانَها في التاريخ، وهو العالِمُ الفيلسوف الذي يُدوِّي اسمُه في أوروبا قاطبة، وفي أمريكا، يَضعُه المسلمون بجوارِ "الغزَّالي" وأمثالِه، ويَضعُه غيرُ المسلمين بجوارِ "أفلوطين"، صاحب الأفلاطونية الحديثة.
وقد كان إسلامُه ثورةً كبرى هَزَّت ضمائرَ الكثيرين، مِن ذَوِي البصائرِ الطاهرة، فاقتدَوا به، واعتَنقوا الإسلام، وكوَّنوا جماعاتٍ مؤمنةً مخلِصةً، تعبدُ اللهَ على يقينٍ في معاقلِ الكاثوليكية في الغرب.
وكان سببُ إسلامه يسيرًا؛ لقد أراد أن يعتصمَ بنصٍّ مقدَّس، لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا مِن خلفه، فلم يَجدْ -بعد دراسةٍ عميقةٍ- سوى القرآن، فهو الكتابُ الوحيدُ الذي لم يَنَلْه التحريفُ والتبديلُ؛ لأن الله تكفَّل