للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعنهم الله في الدنيا ويومَ يقومُ الأشهاد بما كَذَبوا على ربِّهم وعلى رسله وأنبيائه، ألَا لعنة الله على الكافرين.

* القَرَامطة -لعنهم الله-:

فرقةٌ تفرَّعت من الإسماعيلية.

° قال ابنُ حزم عنهم: "وفرقةٌ قالت بنبوَّة محمدِ بن إسماعيل بنِ جعفر فقط، وهم طائفة من القرامطة" (١).

وهم منسوبون إلى "حَمْدان الأشعث" المعروف بـ "قِرمط" لقِصَرِ قامتِه ورِجليه وتقاربِ خَطْوِه، في سَنَة ٢٦٤ هـ، وكان ظهورُه بسَوَادِ الكوفة، فاشتُهر مذهبُه بالعراق، وقام ببلاد الشام صاحب الحال، والمدثِّر المطوَّق، وقام أبو سعيد الجُنَّابي بالبحرين، وعَظُمت دولته ودولة بنيه حتى أوقعوا بعساكر الخلفاءِ العباسيِّين، وغَزَوْا بغدادَ والشامَ ومِصرَ والحجاز، وانتشر دعاتُهُم بأقطارِ الأرض.

° أوَّلَ هؤلاء المارقون المرتدُّون شرائعَ الإِسلام، وصَرَفوها عن ظواهرها إلى أمورٍ زعموها مِن عند أنفُسِهم، ويَرى ابنُ كثير "أنَّ ظهورَهم كان في سنة ٢٧٨ هـ في سواد الكوفة، وأن الرجُلَ الذي دعاهم إلى مذهبه كان شيخاً، وقد تمرَّض بقريةٍ من سواد الكوفة، فحَمَله رجلٌ من أهل القرية يُقال له "كرميته" لحمرة عينيه، وهو بالنبطية اسمٌ لحُمرة العَين، فلمَّا تعافَى الشيخُ المذكور سُمِّى باسم ذلك الرجل الذي آواه ومَرَّضه، ثم خُفِّف، فقالوا: "قِرْمَط" بكسْر القاف، ودعا قومًا مِن أهل البادية ممَّن ليس لهم دينٌ


(١) "الفصل" (٥/ ٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>