° هذه الأقصوصةُ البابويَّةُ الموعودةُ غيرُ مختلِفةٍ كما عَلَّق "دانكونا"(ص ٢٥٠) ببعضِ الاختلافاتِ في التفاصيل، مرةً بذكرِ اسم "نيكولا"، ومرة بغيره، ومرة بذِكرِ الكاردينال المُلحِد الذي عَلَّم محمدًا، ومرة ذاكِرين أن هذا الراهبَ هو نفسُ شخصيةِ محمدٍ، ونشروا ذلك بين عامةِ الناس في أوروبا.
لقد أَعطي "دانكونا" مثالَيْن أخذهما من شاعريْن:
الأول:"نيكول ودكازولا" في قصيدته "أتاليا" في منتصف القرن الرابع عشر، والآخر هو مؤلِّفُ القصيدةِ الشعبية "لودانوا" التي أُلِّفت في منتصفِ القرن الخامسَ عشَرَ.
(١١) وفي روايته "ليجوندا أورا" اختار "جاكو بودا فاراجين" ثلاثةَ تراجمَ، اختار من بينِهنَّ الأقاصيصَ التي أشرنا إليها قبلَ ذلك، ولكنه حَكي قصَّةَ قتل محمدٍ بالسم بأسلوبِ مُحايِد، ووافق التاريخَ؛ لأنَه قالَ: إن النبيَّ مات بالسُّم الذي وُضع له في الشاةِ المَصْلِيةِ بعد عِدَّةِ سنوات.
(١٢) وعلى نفسِ مِنوالِ الأساطيرِ نَصلُ الآنَ إلى كاتبٍ آخَرَ هو "ريكالدودا مونتيروس"، وهو راهبٌ دُومنِيكي مُدافعٌ عن النصرانيةِ، ورَحَّالةٌ كبيرٌ في بلادِ الإسلام، وُلِدَ في "فلورنسا" عام ١٢٤٣، ومات في ٣١ أكتوبر ١٣٢٠، وأصبح رجلَ دين عام ١٢٦٧ م، وبأمرٍ من البابا "نيكولا الرابع"، بدأ رحلتَه نحوَ المشرقِ العربي، لَجَأ إلى فِلسطينَ، وفيها لُقِّب بـ"دامونتيروس"، ثُمَّ أرمينيا الصغرى، وتركيا، وإيران، والعراق،