" أوجست موللر" مستشرقٌ ألماني .. كان أُستاذًا للعربية في جامعة "فيينا"، كَتَب "الإسلام في الشرق والغرب"، صَدَر في "برلين" عام ١٨٨٥، تكلَّم فيه عن حياةِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.
° يقول "موللر": "بالمعني التاريخيِّ الخالصِ يكونُ من الصَّعبِ على المَرءِ أن يُنكِرَ على محمدٍ اسم "النبي"، حقًّا لا يستطيعُ المرءُ أن يُنكِرَ أنه كان واقعًا تحتَ حالاتٍ عصبيَّةٍ مختلفةٍ نتيجةً لِمِزاجهِ الذي كان سريعَ الانفعال بطريقةٍ غيرِ عادية، وقد ارتَفعت هذه الحالاتُ في بعضِ الأحيانِ إلى درجةِ الهلوسة، ولكنَّ هذه الحالاتِ لم تكن أبدًا ذاتَ طبيعةٍ صَرْعيَّة، بل كانت تتلاءمُ أيضًا مع الانفعالات العصبيةِ المعروفة (التي تعتري) الأشخاصَ مِن ذَوِي الحِسِّ المرهفِ دينيًّا، ولكن قُدرتَه الكاملةَ على التمييزِ بصفةٍ خاصةٍ لم تكن تعاني تحت (وطأةِ) هذه الحالات، ولا يستطيعُ المرءُ أيضًا أن يُشكِّكَ في إخلاصِه الكامِل في الفترةِ المكيَّة".
وإذا كان المرءُ لا يَستطيعُ أن يُنكِرَ على محمدٍ صِفَة "نبيّ حقيقيٍّ"، فإن "موللر" له مع ذلك بعضُ التحفظات، فهو يَعيبُ على محمدٍ أنه لم يُدرِك إلا جانبًا واحداً فقط من الطبيعةِ الإلهية، وأنه يَنقُصُه تمامًا مفهومُ القَداسةِ بوجهٍ خاص، وبذلك يَنقُصه الأساسُ لتشكيل عميقٍ بطريقةٍ ما لفكرةِ نظامٍ أخلاقيٍّ للحياة، ثم يَصدُمُنا لدى محمدٍ في المدينة على وجهِ الخصوصِ أنه قد حَوَّل الدينَ إلى السياسة في تزايُدٍ مستمرٍّ: فقد استعان بالكَذِبَ لكي