° وأخيرًا، فإنَّ "الشريعة تصدرُ عنهم عن وحيٍ، وما يتعلق بمسائل الدنيا عن إلهام"، كما في المخطوطة السابقة.
هذه هي عقيدتُهم في نزول الوحي على الأئمة كما صَوَّرتْها مصادرُهم، وليست تلك العقيدةُ عند الإمامية من الأمور الخفيَّة التي لم تَظهر إلا اليوم، بل هي أمرٌ واضح من قديم الزمن، فقد تحدَّث عنها أبو الحسن الأشعريُّ - رحمه الله - في أواخِرِ القرن الثالث، حيث ذَكَر أنه يوجدُ في طائفةِ الروافض -الإِمامية- مَن يزعمُ نزولَ الملائكة على أئمَّتهم بالوحي، كما يَذكر أن فيهم مَن جَوَّز نَسخَ الشرائع وتبديلَها على أيديهم (١)، ممَّا يؤكِّدُ لنا أن هذه العقيدةَ قد عُرفت عنهم من قبلُ، ثم لا تزالُ مراجعُهم -كما رأينا- تحتفظُ بها وترويها.
* وانظر إِلى ما خَلَعوه على الأئمة من أمور:
أولاً: تصريح الإِمامية بأنَّ مرتبةَ "الإِمامة" أعلى وأسمى من مرتبة "النبوَّة":
وقد صَرَّح علماؤهم -بكلِّ جُرأةٍ وتطاولٍ- بذلك .. فممن قال بذلك:
١ - يقول آيتُهم العظمى "ناصر مكارم الشيرازي" عند تفسيره للآية (١٢٤) من سورة البقرة في تفسيره "الأمثل": "يتبيَّن من الآيةِ الكريمة أن
(١) في "مقالات الإسلاميين" (١/ ١٢٣)، وذكر النسخ صاحب "مختصر التحفة الاثنى عشرية" (ص ١١٥)، وذكر الوحي الأستاذ أحمد أمين في كتابه "ضحى الإسلام" (٣/ ٢١٤).