الاعْتِذَارِيَّة
لزياد بن عبد الغفار (١)
ضياءُ الشَّمْسِ أمْ نُورُ النَّهَارِ؟ … أمِ انْزَاحَ السِّتَارُ عن النَّوَارِ؟
أَمِ اللَّيلُ اكتسى بالنُّورِ لَمَّا … رأَى النَّوارَ مِن غَيْرِ الخِمَارِ؟
فَكَمْ قَلبِي يَهِيمُ إذا ذُكِرْتُم … ودَمْعُ العينِ يا نَوَّارُ جَارِ
وَلَوْ أَنِّي طَلَبْتُ لَكُمْ مَثيلاً … لكانَ مَثيلُكُم دُرَّ المَحَارِ
وَلَكِنِّي شَغَلْتُ القلبَ عَنْكُم … وعَنْ حُبِّ الغواني والجَوَارِي
بُحِبًّ صَادِقٍ لا زَيْفَ فيهِ … أَبُوحُ به وقد نَفِدَ اصْطِبَارِي
أَلَا مَنْ مُبْلغُ الثَّقَلَيْنِ عني … وَيَشْفِي القلبَ من جُهْدٍ ونَارِ
فَحبي للرسولِ فَدَتْهُ نَفْسِي … وآلُ البيتِ حبُّهمُ شعارِي
وَأصْحابُ الرسُولِ لهم سَلَامٌ … فقدْ نَصَرُوهُ أيامَ الذِّمَارِ
فكانوا بَعْدَهُ أصحابَ خَيْرٍ … وآلُ البيتِ فيهم كالمَنَارِ
فَأصْغرُهم كبِيرٌ قدْ تَبَدَّى … بِهَيْبَتِهِ فأَنْعِمْ بالصِّغَارِ
سَقَتْ أَرْضًا بها صَارُوا جميعًا … سَحَائِبُ هَاطِلاتٌ بالصغارِ
إليكَ رسولَنا مِنَّا سَلامٌ … ومني كُلُّ شوقي واعتذِاري
أَساءَ إليك عُبَّادُ الصَّلِيب … بِقَوْلٍ من صَحِيحِ القولِ عَارِ
أذَلَّهُمُ المُهَيمِنُ أَيَّ ذُلٍّ … وأعْقَبَهمُ بِخِزْيٍ وانْكِسَارِ
(١) ١/ ٣/ ١٤٢٧ هـ-٣٠/ ٣/ ٢٠٠٦ م.