وذلك بإنكارِهم مشروعيةَ "جهادِ الطلب"، الأمرُ الذي يَلزمُ منه القولُ بأن جميعَ الفتوحاتِ الإسلاميةِ كانت حروبًا غيرَ شرعية، واستعمارًا إِمبراطوريًّا لا علاقةَ له بالإسلام؛ لأنَّه لم يكنْ بحالٍ من الأحوال -دفاعًا عن النفس، وهذا القولُ هو عينُ قولِ البابا، بل هو قولٌ أخطرُ مِن قول البابا بصفةِ أن قائلَه مجموعةٌ من علماء المسلمين.
وأخيرًا أدعو مفكِّرينا إلى أن يكونوا موجِّهين لمِثلِ هذه الانتفاضات الشَّعبية، ومؤثِّرين فيها، لا أن يكونوا -كما عليه كثيرٌ منهم الآن- متأثِّرين ومُنساقين، وينحصرُ دورُهم في الإعلانِ عن هذه المشاعِرِ دون توجيهها" (١).
* "وإِذا لم يَعتَذِرِ البابا .. فكان ماذا؟ ":
° قال د. لطف الله بن ملا عبد العظيم خوجه: "سؤالٌ مشروع .. لَمَّا صَدَر عن البابا اتهامُ المسلمين والإسلام بأنه "شريرٌ، وغيرُ إنساني، وغيرُ عقلاني"، طالَبه جَمعٌ كبيرٌ من الشخصياتِ والمنظماتِ الإسلامية بالاعتذار العَلَنيِّ الصريحِ، وأَلَحُّوا في ذلك جدًّا، وأكَّدوا، وأصرُّوا، ولم يَقبَلوا تصريحَه الثاني ولا الثالثَ، الذي تضمَّن أسفًا على سُوءِ فَهمِ كلامه؛ إذ لم يكنْ سوى أسفٍ وليس اعتذارًا.
وتفاعَلَ كثيرٌ من المسلمين غَيرةً على دينهم مع هذه المطالبة، وقد كانت حالةً تجسَّدت فيها المعاني الإيمانيةُ والغَيرةُ والاعتزازُ بالانتماء إلى الإسلام.