وختامًا:
لشَقيقي عبد الله العفانِي
يقول ابنُ أمي وشقيقي أخي عبد الله العفاني، جعله الله في الآخِرين حسَّان في الأوَّلين .. وشِعره ينساب رَقَّةً وعذوبةً، ويحمل أجملَ وأندى وأطيبَ المعاني وأعمقَها .. عن مجيءِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الدنيا ومَوْلِدِهِ:
أيُّ قَلبٍ أتَى الحَيَاةَ رَؤُوفًا … بَاسِمَ الروحِ كَوْثَرِيَّ السِّمَاتِ
مِنْ جَنَى رَوْضِهِ يَفِيضُ حَيَاةً … وزكَاةً وسَلسَبِيلَ هُدَاةِ
وحَنَانًا ورَحْمَةً وصَفَاءً … ووِدَادًا ونَجْدَةً وصِلاتِ
وبَديعًا منَ الشَّمائِلِ عَذبًا … لَيْسَ إلاَّ لِعَاطِرِ النَّسَمَاتِ
طَهّرَ الله قَلبَهُ فَتَسَامَى فَوْقَ حَظِّ النُّفُوسِ والشُّبُهَاتِ
ثُمَّ أهمَى لَهُ المَلَاكَ فَنَحِّى … مِنْهُ حَظَّ اللَّعِينِ والنَّزَعَاتِ
فَاسْتَوَى أكْرَمَ البَرِيةَ نَفْسًا … وفُؤَادًا وعَبْقَرِي صِفَاتِ
وطَهُورًا بَلْ أطهَرَ الخَلقِ طُرًّا … قَدْ تَهَادَى مِنْ أَنْسُلٍ طَاهِرَاتِ
إِنَّمَا الطهْرُ والأثَالةُ والعِلـ … ـم عمَادُ الإِصْلاحِ والدَّعَوَاتِ
لَيْسَ طِفْلاً بَلْ تِلكَ دَعُوَةُ إِبْرَا … هِيمَ حَلَّتْ نَدِيَّةَ البَرَكَاتِ
وبِشَارَاتٌ زَفَّ عِيَسى شَذَاهَا … فِي حَنَايَا حَديثِهِ والعِظَاتِ
أيُّ عطرٍ أَتَى الحَيَاةَ هَفُوفًا … فِي شِغَافِ السَّهُولِ والرَّبوَاتِ
بَعْدَ أَنْ ضَجتِ الأنُوفُ طَوِيلاً … مِنْ مَعَاصِي رُبُوعِهَا النَّتِنَاتِ
فَاسْتَحالَ الوُجُودُ جَنَّةَ عِطرٍ … مِنْ فُيُوضَاتِ هَدْيِهِ العَطِراتِ
وهَوَى الدَّوْحُ والصخُورُ سُجُودًا … حِينَ لَاحَتْ بَدَائِعُ السبحَاتِ