انقيادًا يُشابِهُ المُعجِزات، ولَمَّا أظهر محمدٌ دعوتَه قال لعشيرته الأقربين: ما أعلمُ أن إنسانًا في العرب جاء قومَه بأفضلَ مما جئتُكم به، فقد جئتُكم بخير الدنيا والآخرة".
° وقال في (ص ٦١): "قام محمدٌ -وهو عربيٌّ من صميمِ العرب- يدعو قومَه إلى توحيدٍ لا رَيبَ فيه ولا هوادة، مُنوِّهًا عن رموزِ الأحبار وزخارفِ الكُهَّانِ، وَيحُثُّهم على الاستكثارِ من الخيرِ في هذه الدنيا، والحِرصِ على مَدارِكَ أخرى في الحياةِ أشرفَ منزلةً وأبعدَ غايةً".
* عبد المسيح أفندي وزير المصري:
نشرت جريدة "الاستقلال" ١٩٢٧ مقالاً للأستاذ "عبد المسيح أفندي وزير" الكاتب المعروف، تحت عنوان "محمد والحضارة"، وذلك يومَ ذكرى مَبعَثِ الرسول محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.
° جاء في المقال ما يلي: "في مثل هذا اليوم المبارك ننشرُ في هذه الجريدةِ مقالاً في محمدٍ فيه ذكرى -والذكرى تنفعُ المؤمنين-، وقد عالجتُ الموضوعَ فيما مضى من وجوهٍ غيرِ الوجه الذي عَقدتُ العزيمةَ على مُعالجته الآن، إذ كانت المقالاتُ السابقةُ في قالب شِعريٍّ أدبيٍّ، أما اليوم، فأبحثُ في بعثةِ محمدٍ بحثًا علميًّا محضًا لا أثرَ للتخريبِ فيه، وقد آليتُ على نفسي أن أُبرهِنَ أن الحضارةَ الأوربيةَ الحديثةَ -أو بالأحرى الحضارة المسيحية- إنما قامت -وهي قائمةٌ وستقومُ- على مبادئِ الإسلام، مبادئِ محمدٍ التي نَشرها على العالم، فعَمِل بها العالَمُ المتمدِّنُ كلُّه مِن يومِ محمدٍ حتى هذه اللحظة، والحضارةُ في واقعِ الأمرِ حضارةٌ واحدة لا أدوارَ لها".