وفي تلك السورة نفسها نقرأُ هذا الكلامَ العجيبَ الذي لا يُمكنُ أن يصدرَ عن أميٍّ، بَلْهَ ربِّ العالمين الذي خَلق العقلَ والبيان، فلا يُعْقَل أن يَصِلَ لهذا الدَّرْك الأسفل من العِيِّ واللامنطق، إذ جاء في الفَقرة الثامنة منها وصفًا لـ "الضلال المبين" الذي يُسمُّونه كذبًا بـ "الفرقان الحق": "صِنْوُ الإنجيل، ورَجْعُ الصَّدَى، وبيانٌ للناس كافةً، وتذكرةٌ للكافرين، ونورٌ ورحمةٌ، وبَشيرٌ ونذير، وهدًى للضالين لعلَّهم يتذكرون ويهتدون".
تُرى كيف يكونُ بَشيرًا للضالين؟ إنَّ البشارةَ إنما تكون للمهتدين لا للضالين!!.
* الزعمُ بأن الإسلامَ انتشر بحدِّ السيف:
حاول المؤلِّفُ القِزمُ إثباتَ أن الإسلامَ انتشر بحدِّ السيف، وردَّد هذه الفِرْيةَ في أكثرَ من سورة من سُورِهم المزيفةِ مثل: سورة القتل" و"سورة الماكرين" و"سورة الطاغوت"، و"سورة المحرِّضين" و"سورة الملوك" و"سورة الجزية" فقال: "وحَمَل الذين كفروا على عِبادنا بالسيف، فمِنهم مَن استسلم للكفر خوفَ السيفِ والرَّدى، فآمَنَ بالطاغوت مُكرَهًا، فسَلِم وضَلَّ سبيلاً، ومنهم مَن اشترى دِينَ الحقِّ بالجزية عن يدٍ صاغرًا ذليلاً، ومنهم مَن تمسَّك بالدينِ الحقِّ فقتلوه في سبيلنا" (الجزية: ٥).
وجاء في (العطاء: ١٠): "ورُحتم تقتلون المؤمنين من عِبادنا، وتُكرِهون الناسَ بالسيف على الكفر، وهذه سُنَّةُ المجرمين، ألَا تَعْسًا للمنافقين الذين يقولون ما لا يفعلون".