والسؤالُ هنا: كيف فَرَّطنا في سلاحٍ ماض -هو المقاطعة- كان يمكن أن يُؤدَّب به الدانماركيون حتى لا يتجرؤوا على إعادِة الكرَّة مرةً أخرى؟!.
الذي حَدَث أن الدانماركيين عادوا إلى الجريمة بشكلٍ أشنع ومن طريقٍ لا يَبعُدُ عن تواطؤِ الحكومةِ نفسِها التي تمادت في التحدي؛ لأن مَن أَمِن العقوبةَ أساء الأدب.
ومِن غير المتوقَّعِ أن تعتذِرَ في المرة الثانية … بعد أن امتَنَعت في المرة الأولى ولم تَجِدْ ما يردعُها، فلا سفارةٌ أغلقت، ولا علاقةٌ قُطعت، ولا مقطاعةٌ رسميةٌ اتُّخذت، ولا شعبيةٌ استمرت!.
أما بابا الفاتيكان، فقد أثار الاستهجانَ بعدمٍ اعتذارِه أكثرَ مما أثاره بتصريحاته، وقد فُوجئ الكثيرون بإصرارِ البابا على عدمِ الاعتذار الصريح، والشيء الذي ربما لم يُدرِكْه الكثيرون من المسلمين، أن مَن أَجرَمَ في حقِّ النبي الخاتم المعصوم - صلى الله عليه وسلم -، قد فعل ذلك وهو معتقِدٌ في نفسه ويعتقدُ فيه أتباعه أنه هو المعصوم!!
فبابا الفاتيكان في ديانةِ الكاثوليك "إنسانٌ لا يخطئ"!! هكذا يقولون وهكذا يعتقدون!!.
* ما ذَنبُنا نحن .. ؟!
لأن باباهم لا يخطئ؛ فليس من حقِّنا أن نَطلَبَ اعتذارَه وهو "المعصوم"؟ مع أن سابِقه المشؤوم؛ اعتَذَر لليهودِ عن اضطهاد الكنيسة لهم عَبْرَ التاريخ؛ فهل كان بابواتُ تلك الكنائس يومَها غيرَ معصومين؟! وهل كان هو قَبلَ اعتذارِه غيرَ معصوم؟! لقد اعتَذَر أيضًا على المَحْرَقَة اليهوديةِ