١٩٠٢ م، وكثيرًا ما كان الخواجةُ يَزورُه في العُطَلِ الصيفية أيامَ تدريسِه بالمدرسة الإِسلامية، لِتَبادُلِ الآراءِ والمناقشةِ حولَ العديدِ من المسائل العلمية، فيُقنعُ عبدُ الله الخواجةَ حيْنًا، كما كان يَقتنعُ هو بآراءِ الخواجةِ أحيانًا أخرى.
° وحينما نَشَر عبدُ الله كتابه "صلاة القرآن" في العِقدِ الأولِ من القرنِ العشرين، قام الخواجةُ بزيارةٍ خاصةٍ له، ونَصَحه بعدمِ إصدارِ مِثل هذه الكتب في الوقتِ الحاضر، وأثناءَ النقاشِ حَضَرَتْ صلاةُ العصر، فصلَّى الخواجةُ على الطريقةِ الجكرالوية، فقال له عبد الله:"كيف تعترضُ على الكتاب وتُصلِّي بمثله؟ " فردَّ الخواجةُ عليه بقوله: "إني لا أَراها باطلةً، ولكنَّ التَّفرقةَ لا تجوزُ بين المسلمين"(١).
* نشاطه في دعوتهِ، وآثارُه العلمية:
قام الخواجة "أحمد الدين" عام ١٩٢٦ م بتأسيس طائفتِه المنفصلةِ بـ "أمرتسر" والتي اختار لها اسم "أمة مسلمة"، فتسارَعَ الناسُ إلى اختيارِ عضويتها، بالإضافة إلى إصدارِ مجلة "بلاغ" الخاصةِ بهذهِ الجماعة، تَحملُ أفكارَهم، وتَنشرُ نظرياتُهم الخاصة.
هذا وقد شَمَّر أعضاءُ "أمة مسلمة" ودُعاتُها عن ساعِدِ الجِدِّ، فأخَذوا يَطبَعون الكُتُبَ على حسابهم الخاص، ويُرسلونها إلى كلِّ من عَرَفوا عُنوانه دونَ مقابلٍ، ممَّا ساعَدَ في نَشرِ أفكارِهم وانضمامِ الناسِ إليهم.
وممَّا يلاحَظُ في فِكرِ أحمد الدين نَقْدُه اللاذعُ للنظامِ السائد في الميراث