إلى الشام (ص ٤٢ و ٤٣) -: "إن الذين دوَّنوا سيرةَ الرسولِ قد ذَكروا تفاصيلَ كثيرةً تدلُّ على عظمةِ نبوَّته المنتظَرة، وأنه في نفسِه عظيمٌ، وفي رسالتِه عظيم، وما عسى أن نتحدَّثَ عن سيرةٍ لرجلٍ خَلق أمةً متراميةً بعد أن كانت خاملةً، وإذا بها ذاتُ كِيانٍ عظيم".
° وقال في كتابه "حياة محمد" المترجَم إلى اللغة الفارسية عام ١٩٣٤ (ص ٤٦): "لقد جاء محمدٌ بتوجيهاتٍ رائعةٍ وتعاليمَ قيمةٍ، تحدَّى ببلاغتها العَهدَين التوراةَ والإنجيل، وترك لهما الغبارَ في سباقِ التعاليم الرسولية، وإن مَن يعرفُ محمدًا في عقيدتِه بالله، وعَطْفَه على الفقراء، وزُهدَه في دنياه، ومُضيَّه لتركيزِه مبدأَه وإدارتَه وحِنكتَه وبطولته، يَشرُفُ على الاعتقاد بدينه والتصديقِ برسالته التي ما جاء بها إلى العالَم إلاَّ لرفعِ مستوى الإنسان".
* العلامة: روبر أسميث الأسكتلندي:
مستشرق، ولد في "أديمبورغ" عام ١٨٥٦، وتوفي ١٩٠١، كان رئيسًا لواضعي "دائرةِ المعارف البريطانية" عام ١٨٨٧، جاء إلى بلاد الشرق، وتعرَّف على بيئتهم وعاداتهم، وله مؤلَّفٌ في أحوالِ لعرب قبلَ الإسلام وبعده.
° قال فيه (ص ١٧ و ١٨): "لقد كان العربُ قبلَ الإِسلام على جانبٍ من الغِلظةِ والخشونة، وَيعيشون عن طريقِ الغزو، وكان قد نُزعت الرحمةُ من صدورهم، وكانوا يَعبدون الأصنامَ، ولكلِّ قبيلةٍ صَنَمٌ، حتى جَمَعوا في كَعبتهم ثلاثَمئة ستينَ صنمًا، وقد جاء محمدٌ في أواخِرِ القرن السادس، فدعاهم إلى دينه، وأعلن أنه لا يجوزُ أن تتخذوا أصنامَكم أربابًا من دونِ