"إميل درمنجم"(١٧٩٠ - ١٨٥٧ م)، وُلِد في "تولوز"، وله عِدّةُ مؤلفاتٍ، منها "حياة محمد"، وهو من كِبارِ الفرنسيين ورجالِ الفكر.
° قال في مقدمة كتابه المذكور:"لا يُوجد في الدنيا واحدٌ يُمكنه أن يُنكِرَ وجودَ محمد، ولكنْ وُجِد مَن يُنكِرُ بعضَ ما جاء في ترجمةِ محمدٍ في الكُتب العربية، ومِن الناس مَن يتجاوزُ الحد والنقدَ والاعتراضَ حتى يَقَعَ في الظلم، أمّا أنا، فقد جَعلتُ كتابي هذا سيرةً حقيقيةً، مبنيةً على المنابع العربيةِ الأصلية، بدونِ إهمالِ جميع ما وَصَلَت إليه تدقيقاتُ المتخصِّصين في هذا الموضوع في الأزمنةِ الأخيرة، وقد أردتُ أن أُمثلَ لمحمدٍ - نبيِّ المسلمين- صورةً مطابقةً له بقَدْرِ الاستطاعة، كما فهمتُه من الكتبِ التي قرأتُها وأمعنتُ النظرَ فيها، ومن مشافهةِ الأحياءِ من المؤمنين، فإذا كانت كلُّ حياةٍ بشريةٍ تَنطوي على تعليم، وكانت كل حادثةٍ تَشتملُ على مَشهدٍ يُمثل حقيقةً من الحقائق، فكم يكونُ مؤثرًا ومفيدًا التلاقي مع رجل عظيم من الرجالِ العِظام الذين يَقتدي بهم جانبٌ عظيمٌ من الإنسانية"!.
° وقال (ص ١٨٣): "وإن كان بَعضُهم يَعيبُ محمدًا في كثرةِ مَيله إلى النساء، فإنه مما لا مُشاحَّةَ فيه أن محمدًا لم يكن شَرِهًا ولا فخورًا ولا متعصبًا ولا منقادًا للمطامع، بل كان حليمًا، رقيقَ القلب، عظيمَ الإنسانية، وكان بشوشًا دَمِثَ الأخلاق، حَسَنَ المُعاشرة، ساذَجَ المَعيشة، يَكنِسُ غُرفتَه بيده، وُيصلحُ ثيابَه، ويَخصِفُ نَعْلَه، ويَحلِبُ شياهَه، ويَضطجعُ في أرضِ المسجد، ويَنهضُ ويَفتحُ البابَ لأجل هِرَّةٍ تُريدُ أن