أصلح الله لك قلبَك، وأنار لك دَرْبَك، وغَفَر لك ذَنْبَك {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}[الفتح: ٢].
° لا يقال لغيرك هذا الشِّعر:
الشمسُ من حُسَّادِه والنصرُ من … قرنائِهِ والحمدُ من أسمائِهِ
أين الثلاثةُ من ثلاثِ خِلالِه … مِن حُسنِهِ وإِبائِه ومَضائِه
مَضتِ الدُّهورُ وما أتَيْنَ بمثله … ولقد أتى فعَجِزْنَ عن نُظرائِهِ
* عظيمٌ كل العظمة:
رجلُ السماء في الأرض، وهِبَة السماء للأرض، كان - صلى الله عليه وسلم -وهو في حدودِ نفسه وضِيق مكانه- يتسع في الزمن من حيثُ لا يَرى ذلك أحدٌ ولا يعلمه، وكأنما كانت شمسُ اليوم الذي سينتصر فيه -قبل أن يُشرقَ على الدنيا- مشرقة في قلبه.
أراد اللهُ تعالى أن يبدأ هذا الجليلُ العظيم من أَسْمى خِلالِ الجلال والعظمةِ، ليكونَ أولُ أمره شهادةً بكماله، فكانت الحسنةُ فيه بشهادةِ السيئة من قومه، فحِلْمه بشهادة رُعونتهم، وأَناتُه وحِلْمه بدليل طيشهم، وحِكمته ببرهانِ سفاهتهم.
نَثَروا الترابَ على رأسه .. إنَّ هذا الترابَ هو شذوذُ الحياةِ الأرضيَّةِ الدنيئةِ في مقابلة إنسانها المتفرِّد، هذه القبضة من التراب قبضةٌ سفيهة تحاول رَدَّ الممالكِ الإسلاميةِ أن تنشأَ نشأتَها وتعملَ في التاريخ عملها.
وكان قطف العنب من "عَدَّاس" في رحلة الطائف رمزًا لهذا العنقود الإسلامي العظيم الذي امتلأ حَبًّا، كُلُّ حَبَّةٍ فيه مملكة.