للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِأَبِي وأمّي

لرمضان عمر

هذا المِدَادُ بِمِسْك أحْمَدَ قدْ هَمَا … وازدانَ فيه مَعَ النَّسيم مِثالُ

أَزْهُو بهِ في رِقَّةٍ أَشْدُوا بها … ليطيبَ في مَدحِ الحبيبِ مَقَالُ

أَقْفُو به كعبَ الأوائلِ لَيْتَنِي … كنْتُ الذي آبَتْ بِهِ الآمَالُ

فَتُصِيبُنِي بعضُ الشَّفاعَةِ حِينَها … فأكونُ أسعدَ مَن حَوَتْهُ رِمَالُ

أفْدِيكَ يا خَيْرَ الخَلائِقِ كُلِّها … إِنْ شَطَّ قَومٌ أو بَغَى الدَّجالُ

بأبي وأمي كيفَ لا أَفْدِيكَ إِذْ … بَدَأ القتالُ وَدَقَّتِ الأطبَالُ

وَتَطَاوَلَتْ عُصَبُ الكِلابِ وأَنْفَث … مِنْ كُلِّ سُمٍّ ناقعٍ رِيغَالُ

قَدْ زَادَ حَدُّ الحَدِّ حتى لمْ يَعُدْ … يُجْدِي مع الفِعْلِ الشَّنِيعِ جِدَالُ

وَتَمَرَّدَ الأزْلامُ حتى أثْخَنُوا … طَعْنًا وَكيدًا والحروبُ سِجَالُ

كَذَبُوا ولو صَدَقوا لقالوا: إِنَّهُ … سِحْرُ الوجودِ فَلَن يُعابَ كمَالُ!

خَيرُ البَرِيَّةِ رَغْمَ أنْفِ أُنُوفِهم … حَاشَا لِمِثْلِكَ أَنْ يُسِيءَ مَقَالُ

فالقولُ دُونَك في المَدِيحِ وِإنْ عَلَا … وَلِشِسعْ نَعْلِكَ تَسْقُطُ الأقْوَالُ

فَلْيَخْسَئُوا، ولَبِئْسَ ما جاءتْ به … صُفْرُ الوُجُوهِ الخِسَّةُ الأنذَالُ

الرَّاتِعُونَ مع الشِّياهِ كَأنَّمَا … شاهتْ وجوهُ الغربِ فهي سِمَالُ

القَاصِرُونَ عن الفضائِلِ ما ارْعَوَوْا … واللُّؤْمُ فيهم شِيمةٌ وخِصَالُ

شَرَّ البَرِيَّةِ يا أشَرَّ خَلِيقةٍ … خجلَتْ لمْثِلِ فِعَالِهنَّ بِغَالُ

أحضارةَ الدَّجَلِ السَّخِيفِ أَهَكَذَا … تُؤْتَى المكارمُ؟! بِئسَما الأفْعالُ

<<  <  ج: ص:  >  >>