للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويا له من انهيارٍ وشرودٍ وذهولٍ عميق ليلةَ قتله، وفُقدانِه الشهامةَ والرجولةَ -التي لم تكن فيه يومًا ما- وحتى رَمَقِها الأخير!!.

ويا له من أنينٍ تنبثقُ منه حقيقةُ شخصيته وكُنهُها!!.

يا له من إله تأكلُه الكلابُ والسِّباع!!.

* ولقد صَدَق الله -عز وجل- حيث قال: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (٩٣)} [الأنعام: ٩٣ - ٩٣]، وصدق الله مولانا العظيم.

* مُدّعي النّبوَّة: المُلاَّ محمد علي البارفروشي:

يلي في المرتبة بعدَ "زرين تاج قرة العين"، محمد علي البارفروشي عشيقُها وحبيبُها، عند البابيين، وكان له سيطرةُ عظيمة وتأثيرٌ كبير عليهم، حتى إنَّ البشروئي الذي لقِّب بـ "باب الباب" من قِبَل الشيرازي وأول المؤمنين به كان يحترمه ويعظمه ويَخضع أمامه ويخشع، "ويقف بين يديه كالعبد الذليل بين يدي طَلعةِ مولاه الجليل" (١).

"وحتى الباب الشيرازي نفسه سَجَد له مرتين" (٢).

وُلد محمد علي هذا على فراش المِرزة مهدي البارفروشي أحد أعيانِ "الشيخية" في مدينة "بارفروش" من مقاطعة مازندران.


(١) "نقطة الكاف" (ص ١٦١).
(٢) "تاريخ البابية" (ص ٢٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>