تاريخهما من الخِصام والعَداءِ بسبب الذين الذي جاء به محمدٌ، وسوف يَعلم المسيحيون في العالَم أن دينَه خالٍ من كلِّ غُشٍّ، وأن فيه كلَّ ما يَصلُحُ للبشر".
* بوسورت سمث البريطاني:
° عالمٌ كبير إنكليزي، وُلد في بلدته "نيوكاسل" عام ١٨١٥، وتُوفِّي في ١٨٩٢ م، وهو من كبارِ رجالِ الفِكرِ وعالِمٌ كيميائي، وله كتابٌ عن الشرقيين اسمه "الأدب في آسيا"، قال في مقدمته: "إن المعجزةَ الخالدةَ التي ادعاها محمد هي القرآن، والحقيقةُ إنها لكذلك، وإذا قَدرْنا ظروفَ العصرِ الذي عاش فيه، واحترامَ اتباعِه له احترامًا لا حَدَّ له، ووازنَّاه بآباءِ الكنيسة أو بقِدِّيسي القرونِ الوسطى لتبينَ لنا أن أعظمَ ما هو معجِزٌ في محمدٍ نبيِّ المسلمين أنه لم يَدَّعِ القدرةَ على الإتيانِ بالمعجزاتِ، وما قال شيئًا إلاَّ فَعَله وشاهَده منه في الحال أتباعُه، ولم يَنسِبْ إليه الصحابةُ معجزاتٍ لم يأتها أو أنكر صدورَها منه، فأيُّ برهانٍ أقطع من ذلك؟ ولقد كان محمدٌ يَدعي مِن آخِرِ حياته -كما ادَّعى من مبدإ أمره- أنه رسول الله حقًّا، وإني أعتقدُ أن الفلسفةَ المسيحيةَ العاليةَ ستَعترفُ له بذلك يومًا من الأيام".
° وقال في كتابه "محمد والإسلام": "إذا قَدَّرْنا تاريخَ الإسلامِ -إذ ننظر إليه من نافذةِ الإنصاف- فإنما نُقدِّرُ صاحبَه الذي أسَّسه ووَضَع حجَرَه الأساسيَّ، وهو محمدٌ الذي لا نستطيع أن نقولَ في حقِّه إلاَّ أنه رجلٌ عظيم بعَقلِه وعَمَلِه وأخلاقِه وبلاغتِه وتديُّنِه، وسيَحمل له المنصِفون من النصارى وغيرِهم الإخلاصَ متى عَرَفوه في المستقبل".