"ميزان الاعتدال": "وكان ظاهريَّ المذهب في العباداتِ، باطنيَّ النظر في الاعتقادات .. ".
° إلى أن قال:"وله مصنَّفات عديدة وشِعرٌ كثير، وله أصحابٌ يعتقدون فيه اعتقادًا عظيمًا مفرِطًا يتغالَون فيه، وهو عندهم نحو درجةِ النبوة، ولم يَصحَبْه أحد إلاَّ وتغالى فيه، ولا يَخرج عنه أبدًا، ولا يُفضل عليه غيرَه، ولا يُساوِي به أحدًا من أهل زمانه، وتصانيفُه لا يُفهم منها إلاَّ القليل، وفي تصانيفه كلمات ينبو السمع عنها، وزَعَم أصحابه أن لها معنى باطنيًّا غيرَ الظاهر"(١) اهـ.
* دعاءٌ ومباهله:
° قال البِقاعيُّ بعد إنتهائه من نَقدِ "فصوص الحكم": "هذا آخِرُ الكتاب، المباعِدِ للصواب، الرادِ للشكِّ والارتياب، لَعنةُ الله على معتقِده، ورحمة الله على منتقِده، قد تم -ولله الحمد- ما أردتُ انتقاده منه، مُتَرْجمًا بسوء السيرة وقُبحِ السريرة عنه، وانتهى ما وَقَع انتقادي عليه، وأدَّانى اجتهادي إليه: من واضح كفره، ودقيقِ مَكْرِه، وَجَلِيِّ شره، أعاذنا الله بحوله وقوَّته من شكوكه، وعَصَمَنا مِن زَيغِ طريقه، وباعَدَنا من سلوكه، ورأيت أن أختم ذلك بحكايةٍ طالَما حدَّثنَا بها شيخنا شيخ الإِسلام حافظ العصر، قاضي القضاة، أبو الفضل شهاب الدين أحمدُ بنُ علي بن حَجَر الكناني، العسقلاني الأصل، المصري الشافعي، ثُم رأيتها منقولةً عن كتاب الحافظ تقي الدين الفاسي في تكفيرِ ابن عربي، وقد أصلحَ شيخنا بعضَها
(١) "لسان الميزان" لابن حجر العسقلاني (٥/ ٣١١ - ٣١٥).