خارقةً على عقولِ أتباعِه وأعمالِه، ووَضعت عبقريتُه نظامًا أساسيًّا دينيًّا ساميًا سياسيًّا، وما زال يَحكُمُ الملايينَ من البشر من أجناس مختلفةٍ وصفاتٍ متباينة.
إن نجاحَ محمدٍ كُمشرِّعٍ بين أقدم الأمم الأسيوية، وثباتَ نُظُمِه على مدى أجيالٍ طويلةٍ في كلِّ نواحي الهيكل الاجتماعي، دليلٌ على أن ذلك الرجلَ الحاذقَ قد كوَّنه مزيجٌ نادرٌ من الكفاءات".
* الليدي إِيفيلين كوبرلد:
° قالت الشاعرة الليدي "إيفلين كوبرلد" البريطانية في كتابها "الأخلاق" (ص ٦٦): "لعمري لقد استطاع محمدٌ القيامَ بالمعجزاتِ والعجائب، لمَّا تمكَّن من حَمل هذه الأُمةِ العربيةِ الشديدةِ العنيدةِ على نَبذِ الأصنام، وقبولِ الوحدانيةِ الإلهيةِ، ولقد كان محمد شاكرًا حامدًا، إذ وُفِّق إلى خَلْقِ العرب خَلْقًا جديدًا، ونَقَلَهم من الظلماتِ إلى النور، ومع ذلك كان محمد سيِّد جزيرةِ العرب، وزعيمَ قبائلِهم، فإنه لم يُفكَّرْ في هذه، ولا راح يَعملُ لاستثمارها، بل ظَلَّ على حالِه، مكتفيًا بأنه رسولُ الله، وأنه خادمُ المسلمين، يُنظِّفُ بيتَه بنفسِه، ويُصلحُ حِذاءَه بيده، كريمًا بارًّا كأنه الريحُ الساريةُ، لا يَقصِدُه فقيرٌ أو بائس ٌإلاَّ تفضل عليه بما لديه، وكان يَعملُ في سبيل الله والإنسانية".
* جون أروكس الإِنجليزي:
° قال في كتابه "عظماء التاريخ" (ص ٨٣): "لم نَعلمْ أن محمدًا تسربَلَ بأيَّةِ رذيلةٍ مُدَّةَ حياته؛ لذلك نراه عظيمًا".