للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدايةِ الأمر شخصيَّتانِ: "محب الحق عظيم آبادي" في "بهار" -شرقي الهند-، و"عبد الله جَكْرَالَوِي" في "لاهور" في آنٍ واحدٍ من مَنبعٍ متَّحدٍ، غيرَ أنَّ الأولَ -محب الحق- لم يُخالِفِ المسلمين في الأعمال الظاهرة، بل كان يَمتثلُ لها كأيِّ فردٍ من المسلمين باستنباطِ ذلك من القرآن الكريم، دون اللجوءِ إلى السُّنَّةِ المُشرَّفة، مما جَعَل الأنظارَ لا تَلتفِتُ إليه بدهشةٍ واستغراب، مع ما سَجَّله من المخالفات الظاهرة كقوله: "اللهم امْحُ وثنيَّة عقيدةِ البرزخ كما مَحَيْتَ الأصنامَ من جَوفِ الكعبة" (١).

وإنكارهُ وجودَ منصبِ الإمامة في الإِسلام لعدم ذِكْرِ القرآن له (٢).

القرآنيُّون وزعماؤهم

قبل مُضِيِّ أرْبَعِ سنواتٍ من موتِ "سيد أحمد خان" ظهرت حركةُ "القرآنيين" في "بِنجاب" بأواسط الهند، وما أسوأَ حظَّ هذه البقعةَ من الأرض، إذْ نَبَعَتْ منها حركتانِ هَدَّامتانِ للإِسلام: "القاديانية"، و"القرآنيون".

ففي سنة ١٩٠٠ م نهض من تلك البقعة "غلام أحمد القادياني"، وادَّعى النبوَّة.

ومنها في عام ١٩٠٢ م بدأ "غلام نَبِي" المعروف بـ "عبد الله جَكْرَالَوي" مؤسِّسُ الحركةِ القرآنيةِ نشاطَه الهدَّام بإنكارِ السُّنَّة كلِّها مُتخِذًا "مسجدَ جِيْنيان" بلاهور مقرًّا لحركتِه.


(١) "منهاج الحق" لمحب الحق (ص ٤٩).
(٢) "بلاغ الحق" لمحب الحق (ص ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>