للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ابن هشام النحوي:

° ومنهم العلاَّمة جمالُ الدين عبد الله بن يوسف بن هشام (١) صاحبُ "المغني" وغيره من المصنفات البديعة، وكَتَب على نُسخةٍ من كتاب "الفصوص":

هذا الذي بضلالِهِ … ضلَّت أوائلُ معْ أواخرْ

مَن ظنَّ فيه غيرَ ذا … فلينأ عني، فهو كافرْ

هذا كتاب فصوص الظُّلَم، ونَقِيضُ الحِكَم، وضلالُ الأمم، كتابٌ يَعجزُ الذمُّ عن وصفِه، قد اكتنفه الباطلُ من بين يديه ومن خَلفه، لقد ضَل مؤلِّفُه ضلالاً بعيدًا، وخَسِر خُسرانًا مبينًا؛ لأنه مُخالف لِمَا أرسل الله به رُسُلَه، وأنزل به كُتُبَه، وفَطَر عليه خَليقتَه" اهـ.

* ابنُ خلدون:

° ومنهم العلاَّمة قاضي القضاة أبو زيد عبدُ الرحمن بنُ خلدون (٢)، حيث قال: "إنَّ طريقَ المتصوفةِ منحصرٌ في طريقتيْن:

الأولى: وهي طريقة السنة، طريقة سَلَفِهم الجاريةُ على الكتاب والسنة (٣)، والاقتداءِ بالسَّلف الصالح من الصحابة والتابعين.


(١) ولد سنة ٧٠٨ هـ وتوفي سنة ٧٦١ هـ، يقول عنه ابن خلدوان: "ما زلنا -ونحن بالمغرب- نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية يقال له: ابن هشام، أنحى من سيبويه".
(٢) ولد سنة ٧٣٢ هـ وتوفي سنة ٨٠٨ هـ تولى قضاء المالكية بمصر، يقول عنه المستشرق ديبور في كتابه "تاريخ الفلسفة في الإسلام": "مفكر متزن يحارب صناعة النجوم بالأدلة العقلية، وكثيرًا ما يعارض النزعة الصوفية العقلية عند الفلاسفة بمبادئ الدين".
(٣) لم يُسَمَّ واحد من الصحابة ولا التابعين "صوفيًّا"، وهذا العلم من العلوم الشرعية الحادثة =

<<  <  ج: ص:  >  >>