للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* الحربُ الدينية في تراث النصرانية:

° ثم نأتي إلى الطرفِ الثاني من غير المسلمين الذي تشدَّقوا كثيرًا بالسلام والمسالمة إلى حدِّ القول: "سمعتم أنه قيل عَينٌ بعين وسِنٌّ بسن، أمَّا أنا، فأقول لكم: لا تقاوموا الشر، بل مَن لَطَمَك على خَدك الأيمنِ، فحَوِّل له الآخَرَ أيضًا .. ومَن أراد أن يخاصمَك ويأخذَ ثوبَك، فاتركْ له الرِّداءَ أيضًا .. ومَن سَخَّرك مِيلاً واحدًا، فاذهب معه اثنين .. سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك .. وأما أنا، فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، وبارِكوا لاعِنِيكم، أحسِنوا إلى مُبغضِيكم، وصَلُّوا لأجل الذين يُسيؤون إليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات".

إنجيل متى. إصحاح ٥: ٣٨ - ٤١، ٤٣ - ٤٥

° ولكنَّ الواقعَ والتاريخَ خيرُ شاهدٍ بكذِبهم، فهم وحوشٌ ضاريةٌ حتى مع بني ديانتهم:

لقد مارست كنيسةُ النصرانية الغربية، ومعها الدولة الرومانية والبيزنطية -بعد تديُّنِ هذه الدولة بالنصرانية-، مارستا حَربًا من الاضطهاد البشع ضدَّ النصرانية الشرقية -والمصرية منها على وجه الخصوص-، حتى لقد اعتبر النصارى المصريُّون هزيمةَ الدولةِ البيزنطية أمامَ الفتح الإسلاميِّ عقابًا إلهيًّا لهذه الدولة وكنيستها على الاضطهاد الذي مارسوه ضدَّ نصارى مصر، عندما أصبحوا -في هذا الاضطهاد الدينيِّ والحضاريِّ- طعامًا للنار والأسود وأسماك البحار! .. وصُبَّتْ عليهم كلُّ ألوانِ التعذيب! .. فكتب "ميخائيل السرياني" يقول: "لم يسمح الأمبراطورُ لكنيستنا "المونوفيزتية" -[أي القائلة بالطبيعة لواحدة للمسيح]- بالظهور، ولم يُصْغ إلى شكاوى

<<  <  ج: ص:  >  >>