الأساقفة فيما يتعلق بالكنائس التي نُهبت، ولهذا فقد انتَقم الربّ منه .. لقد نَهب الرومانُ الأشرارُ كنائسَنا وأَدْيِرَتَنا بقسوةٍ بالغة، واتهمونا دونَ شفقة، ولهذا جاء إلينا من الجنوب أبناءُ إسماعيل -[أي العرب المسلمون]- لينقذونا من أيدي الرومان، وَتَركَنا العربُ نمارسُ عقائدنا بحرية، وعشنا في سلام" (١).
فبسبب اختلاف المذهب، وقفت الكنيسة الرومانية مع دولتها الاستعمارية، ومارست القَهْرَ المديني والحضاري للنصارى الشرقيين.
° كذلك شَنَّت الكنيسة الغربيةُ ضدَّ الشرق الإسلامي حربًا صليبية "مقدسة" استمرت حملاتُها قرنين من الزمان [٤٨٩ - ٦٩٠ هـ ١٠٩٦ - ١٢٩١ م]، وأشركت فيها الملوكَ وأمراءَ الإقطاع والرَّعاعَ من سائر أنحاء أوروبا- حتى كأنها أولى الحروب العالمية التي مارسها الغرب ضد الشرق! -، وفي هذه الحرب الصليبية استَخدمت الكنيسة الدينَ لتحقيق المقاصدِ الاستعمارية، ولإعادةِ اختطافِ الشرقِ من التحرير الإسلامي الذي أنقذ الشرقَ ونصرانيتَه من إبادةِ الاضطهاد "الأغريقي- الروماني" الذي دام عشَرةَ قرون - من الإسكندر الأكبر [٣٥٦ - ٣٢٤ ق. م] في القرن الرابع قبل الميلاد، إلى الفتوحات الإسلامية في القرن السابع للميلاد-.
° إنها حربٌ قادتها الكنيسةُ، وأعلنها البابا الذهبي "أوربان الثاني" [٥٨٨ - ١٠٩٩ م] عندما خاطب فرسانَ الإقطاع الأوروبيين سنة ١٠٩٥ م في "كلير مونت" بجنوبي فرنسا- قائلاً: "يا مَن كنتم لصوصًا، كونوا اليوم
(١) "تاريخ مصر في العصر البيزنطي" (ص ٦٢) للدكتور صبري أبو الخير سليم.