وُلِد إدوارد جيبون في إنجلترا عام ١٧٣٧ م، وكان عُضوًا في البرلمان، وقد بدأ حياته الأدبية عام ١٧٦١ م، وظَهَر الجزءُ الأولُ من مصنَّفه الضخم:"انحدارُ الإِمبراطووية الرومانية وسقوطها" عام ١٧٧٦ م، ثم استكمل بقية الأجزاء حتى ظهر آخرها عام ١٧٨٨ م، وتُوفي عام ١٧٩٤ م.
° أفرد "جيبون" البابَ الخمسين من كتابه "انحدار الإمبراطورية الرومانية وسقوطها" للحديثِ عن الإِسلام .. ولم يَستطع "جيبون" التخلُّصَ من أَسْرِ الأفكارِ الشائعةِ حول الإِسلام، ومع هذا فقد قال:"إنَّ عبقريةِ النبيِّ العربي، وسلوكياتِ أُمَّتِه، ورُوحَ ديانتِه، كلُّ ذلك يتضمَّنُ أسبابَ انحدارِ الإِمبراطوريةِ الرومانية الشرقية وسقوطها، وإن أنظارَنا لتتجهُ في دهشةٍ نحوَ واحدةٍ من أكبر الثوراتِ الجديرةِ بالذِّكر في العالم، والتي طَبعت بعمقٍ أثرًا جديدًا وخالِدًا في أمم الأرض".
° وقال:"إن عقيدةَ محمدٍ خاليةٌ من الشكِّ أو الغموض، والقرآنُ شهادةٌ مجيدةٌ على وحدانيَّةِ الله، ومن الهند حتى مراكش يَشتهرُ المهتدون إلى دينه باسمِ "الموحِّدين"، وقد انزاح خَطَرُ الوثنية بتحريمِ الصور.
إنَّ مواهبَ محمدٍ تجعلُنا نُكيلُ له المَدْحَ، إلاَّ أن نَجاحَه ربَّما كان هو الذي جَذَب انتبْاهَنا إليه، وإنّ ما يَستحقُّ إعجابَنا ليس انتشارَ ديانته، وإنما استمراريتُها.
إنَّ نفسَ الانطباعِ النقيِّ كاملِ الذى حَفَره في الأذهانِ في مكة