للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمدًا كان مجموعةً من الخيال والنبوغ والبحث .. كان محمدٌ زراعيًّا وطبيبًا وقانونيًّا وقائدًا، اقرأْ ما جاء في أحاديثه، تعرفْ صِدقَ ما أقول، ويكفي أنَّ قوله المأثور عنه: "نحن قومٌ لا نأكلُ حتى نجوع، وإذا أكَلْنا لا نشبع" (١) هو الأساسُ الذي بُني عليه عِلمُ الصَّحة، ولا يَستطيعُ الأطباءُ -على كثرتِهم ومهارتِهم حتى اليوم- أن يأتوا بنصيحةٍ أثمنَ من هذه".

° ثم قال: "إن محمدًا هو الذي استطاعَ في مدةٍ وجيزةٍ -لا تَزيدُ على رُبع قرنٍ- أن يَكتسحَ دولتَينِ من أعظم دُولِ العالَم، وأن يُحدِثَ ذلك الانقلابَ المدهشَ، وأن يَكبَحَ جِماحَ أُمةٍ اتخذَتِ الصحراءَ المحرقةَ سكنًا لها، واشتُهرت بالشجاعة والغزوِ ورَباطةِ الجأشِ والأخذِ بالثأر .. فمَن الذي يَشكُّ أن القُوَّةَ الخارقةَ للعادةِ التي استطاعَ بها محمدٌ أن يَقهرَ خصومَه هي من عند الله؟! ".

* مرة أخرى مع بوسورت سميث الإِنكليزي:

مؤرَّخ إنكليزي، وُلد ١٨٣٣، وتوفَّي ١٨٩٧.

° قال في مؤلَّفٍ له أسماه "الأدب في التاريخ": "مِن حُسنِ الحظَّ الوحيدِ في التاريخ -دون غيره- هو أن محمدًا أَسَّس في وقتٍ واحدٍ ثلاثةً هي من عظائم الأمور وجلائل الأعمال، فإنه مؤسَّس لأُمةٍ إمبراطوريةٍ وديانة، وقلَّما كان يقرأُ ويكتبُ (٢)، وكان داعيًا إلى الرحمة والعدلِ والكرمِ والشجاعةِ والصبرِ على المكاره والصَّدقِ وغير ذلك من مكارم الأخلاق".


(١) لا يصح عن رسولنا - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) بل لم يكن يقرأ ويكتب إطلاقًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>