بالعَتْل إلى سواء الجحيم:{إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}؟ لو أمكن قيل: إن قوله: {إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} غير وصفٍ مِن قائل ذلك له بالعزَّةِ والكرم، ولكنه تقريعٌ منه له بما كان يَصِف به نفسَه في الدنيا، وتوبيخٌ له بذلك على وجهِ الحكاية؛ لأنه كان في الدنيا يقول: أنا العزيز الكريم. فقيل له في الآخرة، إذ عُذِّب بما عُذِّب به في النار: ذق هذا الهوانَ اليومَ، فإنك كنتَ تزعمُ أنك أنت العزيزُ الكريم، وإنك أنت الذليل المَهين، فأينَ الذي كنتَ تقولُ وتدَّعِي مِن العِزِّ والكرم؟!، هَلاَّ تمتنع من العذاب بعزَّتك؟! " (١).
وذهب أبو جهل إلى أمِّه الهاوية جزاءَ ما عَتَى واستكبر واستهزء بسيِّد البشرية .. ذهب إلى سَقَر جزاءَ ما مكر .. تُشيِّعه لعناتُ اللاعنين إلى يوم الدين جزاءَ ما فعل بسيِّد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -.
* * *
* الوليد بن المغيرة المخزومي شيخ أهل الكفر:
° عن ابن عباس ضى: "أن الوليد بن المغيرة جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقرأ عليه القرانَ، فكأنما رَقَّ له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال: يا عمِّ، إن قومَك يريدون أن يَجمعوا لك مالاً. قال: لِمَ؟ قال: ليعطوكَه، فإنك أتيتَ محمدًا لتعرضَ ما قِبلَهَ .. قال: قد عَلِمَتْ قريشٌ أني من أكثرِها مالاً. قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومَك أنك منكِرٌ له. قال: وماذا أقولُ؟ فواللهِ ما منكم رجلٌ أعوفُ بالْأشعار مني، ولا أعلم برَجَزه ولا بقصيده مني، ولا بأشعارِ الجن، اللهِ ما يُشبه الذي يقول شيئًا من هذا، وواللهِ إن لقوله الذي يقوله