للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَرْضَ، فقَتَله البابيُّون وأغرقوه في شَطِّ العرب بعد أن أوثقوا برجلَيهِ الحَجَرَ الثقيل" (١).

وكان أتباعُه يُسمَّون "الأسديون".

* ذبيح البابي:

° ادَّعى المَظهريَّةَ والنبوَّةَ طفل مدلَّلٌ ومراهقٌ جَميل "ذبيح"، وكان حُلوانيًا، ولَم يبلغ السابعةَ عشَرَ من العمر، "وكان طَلعةُ جمالِه جَذابةً للغاية، وحُسنُه محييًا للأموات، وقَدُّه كالغصن في الطول، وعيناه المباركة كأنها عينُ الله الناظرة، وحواجبُه كالقوس، وأُذناه اللطيفة كسمع الله، ولسانُه الحلوُ كلسانِ الله الناطق، وكان يَقتلُ ويصطادُ الناسَ بلحظاته، فمِشيتُه العزَّة لله، ونظرُه جذبُ الله، وسكوتُه الحِكمة، وتكلُّمه الرأفة، ووقوفُه القيامة، وحركتُه إيجادُ العوالم البديعة، فسبحان اللهِ ما أجمله، والشمس تخجلُ من لَمَعانِ بهائِه وجماله، فاللسان أعجزُ مِن أوصافه ونعوته" (٢).

وليس هذا من الشِّعر الغَزَلي، ومن أبيات ليلى والمجنون، وجميل بُثينة، وكُثيِّر عزة، بل هي نصوصٌ أثبتها البابي القتيلُ المرزة جاني الكاشاني في كتابه التاريخي "نقطة الكاف".

فمَن كان هذا وصفُه وشأنُه لا بدَّ وأن يكون نبيًّا ووسولاً!!. فادَّعى النبوَّةَ والرسالةَ أولاً، ثم الألوهيةَ والربوبيةَ، ومِثل الشيرازي


(١) مقدمة "نقطة الكاف"، وانظر "البابية" لإحسان إلهى ظهير (ص ٢٧٩).
(٢) "نقطة الكاف" (٢٥٢، ٢٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>