ولتكتملَ صفات الأنبياء في أئمتهم، فقد زعم بعضُهم أن الأئمةَ تَظهرُ على أيديهم المعجزات (١).
* هذه هي عقائدُهم من أهمِّ مصادرهم:
فقد رأينا أنهم بدؤوا بإثباتِ الوحي لفاطمةَ حتى ادَّعوا لها مصحفًا خاصًّا نزل به عليها جبرائيل، ونَسَخه عليُّ بن أبي طالب، وهذا المصحفُ مستقلٌّ عن القرآن، وليس فيه ممَّا في مصحفِ المسلمين الذي أنزل الله على محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - ولا حرفٌ واحد .. إلى آخِرِ تلك الدعاوى السابقة.
ثم لَمَّا مَهَّدوا لتلك العقيدة -نزول الوحي- بوقوعه لفاطمةَ بنتِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنها، سَهُل عليهم أن يَصِلوا إلى إثباتِه للأئمة الذين هم الأوصياءُ على الشيعة بعد عليٍّ - رضي الله عنه -، وذلك عن طريقِ سماعِ صوتِ المَلَك دون رؤيةِ شخصه.
° وهذه الطريقُ هي إحدى طُرق الوحي في درجاتِ النبوة، كما تقدم في تقسيمهم الأنبياء إلى طبقات، قالوا فيها:"ونبيٌّ يَرى في النوم، ويسمعُ الصوت، ولا يعاينه في اليقظة"، وكانت حُجتهم على ذلك -كما سبق آنفًا- أن الله لا يأمرُ بطاعةِ عبدٍ لا يأتيه الخبرُ من السماء، ولا شكَّ أن الخبرَ الذي يأتيهم من السماء هو وحيٌ يأتي به المَلَك، "لأن الإمامةَ لا تصلحُ إلا لمن له منزلةُ النبوة"، كما يقول شارح "الكافي".
(١) "مقالات الإسلاميين" (١/ ١٢٣) حيث ذكر اختلاف الروافض في ذلك، وهو يعني بهم الإمامية انظر (ص ٨٨) من نفس الجزء.