للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين-، أدعوكم إلى تناسِي الإساءات والأحقاد، وما جناه الآباءُ والأجداد، فقد كَفَى ما فَعَل ذلك على أيدي المثيرين، وأُجِلُّكم من أن لا تهتدوا لوسائل الاتحادِ وأنتم المتنوِّرون السابقون فهذه أممُ "أوستريا وأمريكا" قد هداها العلمُ لطرائقِ الاتحاد الوطنيِّ دون الدينيِّ، والوفاقِ الجنسيِّ دون المَذْهبيِّ، والارتباطِ السياسيِّ دون الإداري .. ".

° "دَعُونا نُدبِّر حياتَنا الدنيا، ونجعلُ الأديانَ تحكُمُ الآخرة فقط (!!) دَعُونا نجتمعُ على كلماتٍ سواء، ألَا وهي: فلتحيا الأمَّة، فليحيا الوطن، فلنحيا طُلَقاءَ أعِزَّاء" (١).

* ساطع الحُصري، فيلسوفُ القوميَّة العربيَّة الزائفة:

هو أول مسؤول عن التعليم العالي التركيِّ في الوزارة التي شَكَّلها الاتحاديُّون بعد سقوطِ الخلافة مباشرةً، وأوَّلُ مَن صَرَّح بأن قومِيَّة إسرائيل تقومُ على الدين، وأنَّ الإِسلامَ دينُ تعبُّدٍ .. ويُنكِرُ أنه نظامُ حياةٍ ومجتمعٍ، والحقيقةُ أنه ما ذَنْبُ العروبةِ والإِسلام إذا كان ساطعُ الحُصري غَربيَّ الفِكر والذَّوقِ، أعجميَّ النطق، يتجاهلُ أن لُغتَنَا لغةُ فِكرٍ وعقيدةٍ، وأن دِينَنا يجمعُ بين المادة والروح، وبين العقل والقلب، وبين الدنيا والآخرة.

° يقول الأستاذ أنور الجندي: "حَدَّثني الدكتور مختار الوكيل -مدير مكتب "الجامعة العربية" في "جنيف" -وهو رجل صادق مؤتَمَن-، أنه في خلال عَمَلِه زار الأستاذ ساطعَ الحصري في "سويسرا"، ورأى السيد "عبد الفتاح حسن" السفير المصري دَعْوَتَه إلى طعامٍ للغداء، فلمَّا قَدِم مع


(١) "طبائع الاستبداد" لعبد الرحمن الكواكبي (ص ١١٢ - ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>