للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* تشكيكُه في السُّنَّة النبويَّة:

أنكر "السيد" جُزئياتٍ من السُّنَّة: مثل إنكاره السُّنََّةَ الواردةَ في مماثَلَةِ الأرضينَ للسماوات في العدد، وقال: "إن هذا التصوُّرَ مما كان يقول به الجاهليُّون دون من سواهم .. وبناءً على لفظِ {مِثْلَهنَّ} في الآية (١) وُضِعت تلك الرواياتُ كلُّها في هذا الباب، واللهُ ورسولُه بَرِيءٌ منها" (٢).

وأنكر أحاديثَ الجنِّ الثابتة.

° ثم وَضَع لَبنَةً عامَّةً للتشكيك في السُّنَّةِ كلِّها، فقال: "بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - ظَلَّت الرواياتُ تتناقلُ على الألسِنةِ إلى عهدِ التصنيف في الكُتب المعتَمَدة، غيرَ أننا لا نَستطيعُ أن نَغُضَّ -الطَرْفَ عن الهيئةِ التي دُوِّنت بها تلك الأحاديثُ، تلك التي كان مبناها من الذاكرة، بينما البُعدُ الزمنيُّ كَفيلٌ بمَزْجِ الزائدِ بها وإضافةِ الجديدِ إليها" (٣).

وهذه الفِريةُ الظالمةُ والشُّبهةُ التي يَسُوقُها شيطانُ الإِنس، يَرُدُّ عليها علماءُ الحديث، ودُوِّنت فيها الكتبُ، ومن أعظمِها ما كُتب حديثًا وهو "السُّنَّةَ قبل التدوين" للدكتور "محمد عجاج الخطيب".

° ويُضيف دَجَّالُ الهند: "بأنَّ ما دُوِّن في هذه الكُتب من الأحاديث، إنما هي ألفاظٌ للرواة، ولا تَعرفُ ما بين اللفظِ الأصليِّ -الصادِرِ من شفتَيْهِ عليه الصلاة والسلام- والمعبَّرِ به من وِفاقٍ أو خِلافٍ، وليس من العَجَبَ أن


(١) يعني قول الله تعالى: {الله الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق: ١٢].
(٢) "مقالات" (١/ ٢٥٧).
(٣) انظر "مقالات" للسيد أحمد خان (١/ ٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>