للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِفَقْدِي نَاظِرِي ولُزُومُ بَيْتِي … وَكَوْنُ النَّفْسِ في الجِسمِ الخَبِيثِ

فهذه صورةُ الأديبِ الفليسوفِ الذي خُدع الناسُ به طويلاً، والذي أنكر النبَّوات، وعَرَّض بالتكليف، وعارض القرآن، وهَزَء بشيء من أحكامه (١):

سَيسْألُ قَوْمٌ مَا الحَجِيجُ ومَكَّة … كما قال قَوْمٌ ما جَدِيسٌ وما طَسَمْ

هذا الذي رأى التَّقِيَّة:

لا تُخْبِرَنَّ بِكنهِ دِينِكَ مَعْشَرًا … شُطُرًا وإنْ تَفْعَلْ فَأنْتَ مُغَرَّرُ

وقال:

فَاكْتُمْ حَدِيثَكَ لا يَشْعُرْ بِهِ أحَدٌ … مِنْ رَهْطِ جبْرِيلَ أو مِنْ رَهْطِ إبْلِيس

لقد حُبس في جسده ذليلاً في دارِ الدنيا، واللهُ الموعد، ويَكفيك أنه رأى أنَّ مِنَ الظلم أن يُضافَ إلى التصعيد والعُلو، وإنما العَدلُ أن يُضافَ إلى السقوطِ والهبوط، وبها نَطَقَ جزاءً وِفاقًا، فقال:

دُعِيتُ أَبَا العَلَاءِ وذَاكَ مَيْنٌ … ولَكِنَّ الصَّحِيحَ أَبَا النُّزُولِ

* في "أباطيل وأسمار" يفنِّد الشيخ محمود محمد شاكر خَبَرَ لقاء المَعَرِّيِّ بالراهب:

يَذهب الشيخ محمود شاكر إلى أنَّ خَبر لقاءِ المَعَرِّيِّ بالراهب الذي أفسَدَ عليه دِينَه خبر باطل، واستعان على ذلك بقولِ ثلاثةٍ من المعاصِرِين لأبي العلاء، وهم "الثعالبي" مُسنِدًا ذلك إلى أبي الحسن الدُّلفيِّ المِصِّيصِي


(١) انظر "تجديد ذكرى أبي العلاء" لـ "طه حسين" - دار المعارف.

<<  <  ج: ص:  >  >>