معاصِرِيه، وأنه يفوقُهم جميعًا ذكاءً وعبقريةً، وأن اللهَ اختارَه لأمرٍ عظيم، وقد اتَّفق المؤرِّخون جميعًا على أنَّ محمدًا بن عبد الله كان ممتازًا بين قومه بأخلاقٍ جميلة، مِن صدقِ الحديث والأمانةِ والكرم وحسنِ الشمائل والتواضع، حتى سمَّاه أهل بلدِه "الأمين"، وكان مِن شدَّةِ ثقتِهم به وبأمانته، يُودِعون عندَه ودائعَهم وأماناتهم، وكان لا يَشربُ الأشربةَ المُسْكِرَة، ولا يحضرُ للأوثانِ عيدًا ولا احتفالاً، وكان يَعيشُ مما يُدِرُّه عيه عَمَلُهَ من خير".
ومن المَجَر
* الدكتور إِيليوس جرمانوس المَجَري:
وُلد عام ١٨٨٤، أستاذ بجامعة "بودابست- المجر"، مستشرقٌ هنغاري، جال في البلادِ الإِسلامية في آسيا ومصر، وخَبَر الديانةَ الإسلامية، فأسلَمَ وحَجَّ إلى مكةَ، له كتاب "الله أكبر" ترجَمه إلى العربية الأستاذ "فتحي رضوان" قال فيه: "إن تعاليمَ القرآنِ هي أوامرُ الله، وهي مُرشِدٌ أبديٌّ للبشر، إنه كتابٌ ملؤهُ الصراحةُ والوضوحُ لمن صَدَقت رغبتُه في تفهُّمه، وإنَّ محمدًا لأَعظمُ مُصلحِ ثوريٍّ عَرَفه التاريخُ مؤيَّدٍ بوحيٍ من عند الله، ونحن مأمورون أن نفهمَ تعاليمه، ونطبِّقَها على شؤون حياتنا الدنيوية، مع الإيمان بأن ما أُوحي به إليه إنما هو أساسٌ لا يهتزُّ ولا يتعثَّرُ لكونه إِلهيًّا.
ولقد أخطأ المسيحيون إذ لم يَفهموا الإسلامَ على حقيقته، وبالتالي لم يتشبَّعوا برُوحه، إن ما يمُيِّزُ الإِنسانَ عن الحيوان هو إدراكُه أن الكونَ تحكمُه قوانينُ روحيةٌ، وتسيِّرُه قوًى غيرُ محسوسة.
وهذه الحقيقةُ هي أساسُ كلِّ دين، ولكنه لا يُوجَدُ دينٌ يؤكِّدُها أكثرُ